تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة بسبب المعادن النادرة والرسوم الجمركية

بقلم

|

  • أعادت الصين والولايات المتحدة إشعال التوترات التجارية بينهما نتيجة خلاف حول صادرات عناصر المعادن النادرة. 
  • الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الصينية أدت إلى خسارة ٢ تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم العالمية. 
  • يهدد هذا التصعيد الجديد القمة المرتقبة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، مما يزيد من حالة عدم اليقين في التجارة العالمية. 

أعادت الولايات المتحدة والصين إشعال خلافاتهما التجارية، حيث فرض البلدان رسومًا جمركية جديدة متبادلة. ووصفت الصين الرسوم الأمريكية الأخيرة على السلع الصينية بأنها “غير مبرّرة”، مدافعةً عن قيودها الجديدة على صادرات المعادن النادرة. 

هذا التصعيد بين القوتين الاقتصاديتين هزّ الأسواق العالمية وقد يؤدي إلى تأجيل القمة المقررة بين ترامب وشي جين بينغ في أواخر أكتوبر. 

خلاف صادرات المعادن النادرة وردّ الصين 

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة أنه فرض زيادة في الرسوم الجمركية بنسبة ١٠٠٪ على المنتجات الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة، كردّ مالي على القيود الجديدة التي فرضتها الصين على صادرات المعادن النادرة. 

وتُسيطر الصين على نحو ٧٠٪ من الإمدادات العالمية لهذه المعادن، التي تُعد أساسية لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل شركات أشباه الموصلات والدفاع. ⁽١⁾ 

وستُطبَّق الرسوم الجديدة اعتبارًا من ١ نوفمبر. ووصفت وزارة التجارة الصينية هذه الإجراءات بأنها تضر بمصالح الصين، متهمةً الولايات المتحدة بـ “تقويض المحادثات التجارية الثنائية”. ومع ذلك، امتنعت الصين عن فرض رسوم جديدة مضادة على الواردات الأمريكية، بخلاف الخلافات الجمركية السابقة بين الجانبين. ⁽٢⁾ 

قيود الصين على صادرات المعادن النادرة 

دافعت الصين عن خطتها لتشديد قيود التصدير على المعادن النادرة، واعتبرتها استراتيجية مشروعة بموجب القانون الدولي. 

ولا تقتصر هذه القيود على المعادن فحسب، بل تشمل أيضًا حقوق الملكية الفكرية والتقنيات الحساسة، حيث يُطلب من الكيانات الأجنبية الحصول على تراخيص قبل ممارسة الأنشطة أو التصدير. 

وأضافت وزارة التجارة الصينية أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية السلام والاستقرار العالميين، وليست حظرًا كاملاً على الصادرات. ⁽٣⁾ 

ردّ الأسواق والتأثير الاقتصادي 

عقب إعلان ترامب عن النزاع التجاري الجديد يوم الجمعة، بالتزامن مع فرض الولايات المتحدة قيودًا على الصادرات التقنية، شهدت الأسواق المالية حول العالم عمليات بيع حادّة. وفي منشور على منصة Truth Social، اتهم ترامب الصين بأنها “تحتجز العالم رهينة” من خلال سيطرتها على المعادن النادرة، مما أدى إلى خسائر تجاوزت ٢ تريليون دولار في الأسواق العالمية. تراجع مؤشر ناسداك ١٠٠ بنسبة ٤٫٦٪، بينما انخفض مؤشر داو جونز بمقدار ١٬٢٤٠ نقطة.

وكانت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل إنفيديا (Nvidia)، إيه إم دي (AMD)، آبل (Apple) وتيسلا (Tesla) من أبرز الخاسرين في الجلسة، نظرًا لاعتمادها الكبير على سلاسل التوريد الصينية. 

وقد أثار تجدد التوترات التجارية مخاوف لدى الشركات الأجنبية التي تعتمد على إنتاج الصين من المعادن النادرة، والذي يشكّل ٧٠٪ من الإمدادات العالمية. ⁽٤⁾ 

غموض يكتنف المباحثات المقبلة 

بعد موجة البيع الحادة يوم الجمعة، شهدت الأسهم العالمية تعافيًا يوم الاثنين عقب منشور جديد للرئيس ترامب على منصة Truth Social يوم الأحد، أشار فيه إلى أنه قد لا يُنفّذ تهديده بزيادة الرسوم الجمركية الكبيرة على الصين.

ومن المقرر أن يلتقي ترامب وشي جين بينغ في كوريا الجنوبية في أواخر أكتوبر، لكن القمة قد تُلغى إذا استمر ترامب في تهديداته، رغم تحقيق بعض التقدم في مفاوضات مدريد الأخيرة بشأن ملفات مثل عمليات تيك توك في الولايات المتحدة. وتتهيأ الاقتصادات العالمية لاحتمال حدوث اضطرابات إضافية مع استمرار الصراع التجاري بين القوتين.

المصادر: ⁽١⁾ ⁽²⁾ CNBC، ⁽³⁾ ⁽⁴⁾ Reuters 

Related articles

ختام أسبوع التداول: نهاية الإغلاق الحكومي، تأخّر البيانات، تقلبات العملات، وتحوّلات السياسات

توقعات جديدة من أوبك+ تشير إلى أسواق نفط أكثر توازناً في 2026

الأسواق العالمية تستعيد ثقتها مع انحسار مخاوف الذكاء الاصطناعي

هل ألهمك السوق؟

حوّل العناوين العالمية إلى فرص استثمارية مع ضمان ماركتس.

مشاركة

هذا ليس نصيحة استثمارية. الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر، يُرجى التداول بمسؤولية.

المؤلف:

أنت حاليًا تزور الموقع الرسمي لشركة ضمان ماركتس، والتابع لشركة ضمان للأوراق المالية ذ.م.م (https://damanmarkets.com).

 

نود أن نؤكد أن أي موقع إلكتروني أو نطاق آخر يستخدم اسمًا مشابهًا لا تربطه أي علاقة بشركة ضمان ماركتس بأي شكل من الأشكال.

لأجل سلامتك، يرجى ملاحظة أن ضمان ماركتس لن تطلب منك أبدًا تزويدها ببيانات شخصية مثل معلومات الاتصال، أرقام الحسابات البنكية، أو تفاصيل بطاقات الائتمان عبر البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، واتساب، أو أي وسيلة إلكترونية أخرى.

ولا تتحمل ضمان ماركتس أي مسؤولية عن أي خسائر قد تنشأ أو تتكبد نتيجة التعامل مع مواقع مزيفة أو جهات غير مصرح لها. إذا كنت تعتقد أنك كنت هدفًا لمحاولة احتيال، نوصي بشدة بالإبلاغ عن الأمر للسلطات المحلية.