en
تبدأ تقارير أرباح الربع الثالث هذا الأسبوع، مع تصدر البنوك الكبرى المشهد يومي الثلاثاء والأربعاء. ستُقدّم هذه النتائج رؤية أوضح حول أداء الشركات وصحة الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثالث من العام.
في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي في الولايات المتحدة، نتيجة الإغلاق الحكومي المستمر، والرسوم الجمركية، وتأخر البيانات الاقتصادية، ستُعد أرباح المؤسسات المالية الكبرى مثل «جي بي مورغان»، و«غولدمان ساكس»، و«سيتي غروب»، و«بنك أوف أميركا»، و«مورغان ستانلي» مؤشّرًا حاسمًا على مدى مرونة الاقتصاد الأمريكي.
يتبنى المحللون نظرة تفاؤلية حذرة تجاه نتائج الربع الثالث، مدفوعة بإنفاق استهلاكي قوي ونشاط متزايد في قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية، خصوصًا في عمليات الدمج والاستحواذ. ومع ذلك، فإن أي تباطؤ اقتصادي قد يغيّر هذا التوجه الإيجابي. ⁽١⁾
توقعات السوق للأرباح والإيرادات
١٤ أكتوبر
- جي بي مورغان (J.P. Morgan): من المتوقع أن يسجل البنك ربحًا للسهم الواحد يبلغ ٤٫٨٤ دولارات، بزيادة قدرها ١٠٪ على أساس سنوي، فيما من المتوقع أن تبلغ الإيرادات ٤٥٫٢٥ مليار دولار، بارتفاع ٤٫٤٪ على أساس سنوي. وتعتمد هذه التوقعات على قوة أنشطة الخدمات المصرفية الاستثمارية، مع دعم الرئيس التنفيذي جيمي دايمون لتخفيف متطلبات الإفصاح الربع سنوي لدى هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC).
- غولدمان ساكس (Goldman Sachs): يُتوقّع أن يحقق ربحًا للسهم الواحد قدره ١١ دولارًا، بزيادة ٣٠٪ سنويًا، بينما يُتوقّع أن تبلغ الإيرادات ١٤٫١٣ مليار دولار، بارتفاع ١١٪ سنويًا، مدفوعة بإيرادات تداول قوية واستمرار الزخم في قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية.
- سيتي غروب (Citigroup): من المتوقع أن يُسجّل البنك ربحًا للسهم الواحد يبلغ ١٫٧٥ دولارًا، بزيادة ١٥٪ سنويًا، مع إيرادات متوقعة عند ٢١ مليار دولار، بزيادة ٣٪ سنويًا.
وتعتمد التوقعات على قوة أسواق رأس المال وتعاون سيتي غروب مع بنوك أوروبية لإطلاق عملة مستقرة قائمة على اليورو في عام ٢٠٢٦.
١٥ أكتوبر
- بنك أوف أميركا (Bank of America): من المتوقع أن يُسجّل البنك ربحًا للسهم الواحد يبلغ ٠٫٩٥ دولار، بزيادة ١٨٫٧٥٪ سنويًا، فيما تُقدّر الإيرادات بـ٢٧٫٥ مليار دولار، بارتفاع ٨٪ على أساس سنوي.
سيراقب المستثمرون عن كثب أي تحديثات تتعلق ببرامج إعادة شراء الأسهم واستراتيجيات إدارة رأس المال.
- مورغان ستانلي (Morgan Stanley): يُتوقّع أن يُسجّل البنك ربحًا للسهم الواحد يبلغ ٢٫١ دولار، بزيادة ١١٪ سنويًا، بينما من المتوقع أن تصل الإيرادات إلى ١٦٫٦٦ مليار دولار، بارتفاع ٨٪ سنويًا.
ويُتوقّع أن يكون الأداء مدفوعًا بقوة أنشطة أسواق رأس المال والخدمات الاستشارية في إدارة الثروات.
ستصدر تقارير الأرباح لهذه البنوك قبل افتتاح جلسة التداول.
بشكل عام، يتوقع المحللون نتائج قوية من البنوك الأمريكية في الربع الثالث، إذ يُظهر القطاع المالي مرونة مستمرة. المقترضون لا يُبدون مؤشرات ضغط كبيرة، والأسواق القوية أسهمت في رفع رسوم إدارة الأصول عبر وول ستريت. كما أن نشاط الإقراض وتخفيف القيود التنظيمية في ظل إدارة ترامب يدعمان القطاع المالي. ⁽٢⁾
انتعاش الخدمات المصرفية الاستثمارية
شهدت الخدمات المصرفية الاستثمارية انتعاشًا بفضل ارتفاع عمليات الاندماج والاستحواذ (M&A) وعمليات الطرح العام الأولي (IPO)، التي عززت الإيرادات. بلغ إجمالي عمليات الاندماج والاستحواذ عالميًا ٢٫٦ تريليون دولار في عام ٢٠٢٥ حتى الآن، وهو أعلى مستوى منذ عام ٢٠٢١. ⁽٣⁾
يعود هذا النشاط إلى تخفيف القوانين وتوقعات خفض أسعار الفائدة، مما سهّل إبرام الصفقات. وقد وصفت «جي بي مورغان» صيف العام الحالي بأنه من أكثر الفترات نشاطًا. ويتوقع «بنك أوف أميركا» زيادة في رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة تتراوح بين ١٠٪ و١٥٪، بينما تتوقع «سيتي غروب» نموًا أحادي الرقم في الإيرادات من الرسوم والأسواق. ⁽٤⁾
أهمية أرباح البنوك
تلعب أرباح البنوك دورًا رئيسيًا في قياس صحة الاقتصاد بشكل عام، إذ يؤثر أداء المؤسسات المالية مباشرة على ظروف الائتمان، وأسعار الرهن العقاري، واستقرار الوظائف، وثقة الأسواق.
النشاط القوي في الإقراض يدعم الإنفاق الاستهلاكي والنمو، بينما تعكس الإيرادات القوية من التداول والخدمات المصرفية الاستثمارية متانة القطاع المالي.
النظرة المستقبلية
رغم التوقعات الإيجابية، تظل المخاطر قائمة في الأفق.
أي تباطؤ اقتصادي قد يؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين، كما أن تأخر البيانات الاقتصادية الرئيسية نتيجة الإغلاق الحكومي المستمر قد يجعل التوقعات أكثر تعقيدًا.
ستراقب الأسواق عن كثب توجيهات البنوك بشأن نشاط الإقراض، وأداء الخدمات المصرفية الاستثمارية، والتوقعات الاقتصادية العامة. ومع انطلاق موسم أرباح الربع الثالث، ستُسلّط النتائج الضوء ليس فقط على الأداء المالي للبنوك، بل أيضًا على الوضع العام للاقتصاد الأمريكي.
