حققت شركة آبل مكاسب ملحوظة في عام 2024، حيث ارتفعت بنسبة 26% لتتساوى تقريبًا مع أداء مؤشرستاندرز آند بورز 500 خلال العام الحالي. تظل آبل الشركة الأكبر في العالم من حيث القيمة في السوق، التي بلغت 3.56 تريليون دولار. ورغم ريادتها، تواجه الشركة تهديدات محتملة من القوانين التنظيمية والتوترات الجيوسياسية.
أرباح الربع الرابع
أعلنت آبل مؤخرًا عن نتائج أرباحها للربع الرابع، والتي جاءت أفضل من توقعات المحللين، مما أدى إلى ارتفاع فوري في سعر أسهمها. حيث جاء الربح لكل سهم بزيادة قدرها 0.4 دولار عن التوقعات، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات بمقدار 51 مليون دولار عن المتوقع.
جاء نمو الشركة مدفوعًا بمبيعات قوية للمنتجات، لا سيما في قطاعات الآيفون والأجهزة القابلة للارتداء، إلى جانب استراتيجيتها الناجحة في الخدمات مثل الخدمات السحابية وآبل ميوزك.
تؤكد هذه النتائج قدرة آبل على الحفاظ على مكانتها كشركة رائدة في السوق رغم التحديات مثل اضطرابات سلاسل التوريد والشكوك الاقتصادية العالمية.
كان الانتقال الناجح لشركة آبل إلى قطاع الخدمات أحد العوامل الرئيسية وراء نجاحها. ومع تراجع مبيعات الأجهزة مؤخرًا، أصبحت الخدمات مصدر دخل أكثر أهمية للشركة.
أدى هذا التحول الاستراتيجي إلى زيادة الهوامش وتنويع مصادر الإيرادات، مما ساعد الشركة على مواجهة التراجع في الطلب على الأجهزة.
أبرز التطورات
تعتزم آبل استثمار مليار دولار في منشأة تصنيع جديدة في إندونيسيا، وهو تحرك استراتيجي يعكس التزامها بالتوسع في الأسواق الناشئة والامتثال للقوانين المحلية.
وأوضح الرئيس التنفيذي تيم كوك خطة آبل في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحدث عن جهاز “فيجن برو” الذي يجمع بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي.
وذكر أيضاً أن جهاز “فيجن برو” يمثل جهاز “كمبيوتر مكاني” يتيح للمستخدمين دمج المحتوى الرقمي مع العالم الحقيقي عبر نظام تشغيل الرؤية. ويمكن تشغيل الجهاز من خلال العينين واليدين والصوت، مما يوفر فرصاً جديدة للواقع المُعزّز والافتراضي. للجهاز ميزات تشغيل متعددة النوافذ لتطبيقات مثل مايكروسوفت 365 وفايس تايم بتقنية الصوت المكاني، إضافة إلى وجود بيئات تحاكي الواقع الفعلي من خلال أحدث التقنيات.
تعمل آبل بنشاط أيضًا على تطوير نسخة محسنة من “سيري” تتيح تفاعلات طبيعية أشبه بما يقدمه “شات جي بي تي”، ضمن مساعيها لتأكيد حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي.
المخاطر
لم تمر هيمنة شركة آبل في مجال التكنلوجيا دون أن يلاحظها أحد من الجهات التنظيمية. ففي مارس 2024، فرضت المفوضية الأوروبية غرامة قدرها 1.8مليار يورو على الشركة بسبب إساءة استخدامها لمكانتها في سوق خدمات بث الموسيقى، مما يمثل فصلاً آخر في التدقيق المستمر لمكافحة الاحتكار.
كما تجري تحقيقات مشابهة في الولايات المتحدة، مع التركيز على ممارسات متجر التطبيقات الخاص بها. تؤكد هذه التحديات التنظيمية الضغط المتزايد على الشركة لتكييف نموذج أعمالها ليتوافق مع الأطر القانونية المتطورة مع الدفاع عن سلامة نظامها البيئي.
كما أن اعتماد آبل بشكل كبير على سلسلة التوريد العالمية، يعرضها للتوترات الجيوسياسية واضطرابات التصنيع.
وفي حين أن استثماراتها في إندونيسيا تُظهر نهجاً استباقيّاً لتنويع الانتاج، إلا أن الشركة تظل تعتمد بشدة على الصين، كمركز تصنيع رئيسي وسوق كبير.
يمكن أن تؤدي التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين إلى تعطيل عمليات آبل، مما يؤثر سلبًا على مبيعاتها. كما صرح الرئيس المنتخب ترامب بنيته فرض تعريفات جمركية على الواردات من الصين، مما قد يزيد من تكاليف الإنتاج.
وتواجه آبل حالياً مخاطر من مبيعات الآيفون، التي شهدت تراجعًا في 2024، إلى جانب المنافسة المتزايدة من الشركات المصنعة للأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد، خاصةً الشركات الصينية التي تقدم منتجات بأسعار تنافسية.
التحليل الفني
المصدر: TradingView
يسير سهم آبل في اتجاه صعودي قوي بعد اختراق مستوى $220، حيث كان الزخم قويًا واخترق العديد من المستويات الفنية مما تسبب في تكوين قمم جديدة.
يُظهر مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوماً أن سعر السهم في منطقة ذروة الشراء عند مستوى 76.67، وهو ما قد يكون إشارة هبوطية محتملة. إذا كان السعر غير قادر على التمسك بالمكاسب، فسوف يراقب المتداولون تحركًا هبوطيًا نحو مستوى 235 دولارًا حيث قد يتشكل مستوى الدعم.
إذا تمكن السهم من الاستمرار في الاتجاه الصعودي، فقد يتوقع المتداولون تشكيل قمم جديدة، مع مقاومة محتملة حول 248 دولار.
