قبل جرس الافتتاح يوم الثلاثاء، سيُصدر بنك أوف أمريكا، ثاني أكبر بنك في الولايات المتحدة، تقرير أرباحه للربع الأول من عام 2025.
يتوقع المحللون أداءً متباينًا. فقد شكلت حالة عدم اليقين الاقتصادي الناتجة عن الرسوم الجمركية وتقلبات السوق ضغطًا على أسهم البنوك، خصوصًا بالتزامن مع وقت صدور التقرير.
توقعات الأرباح والتقديرات الإجماعية
- ربحية السهم: 0.81 دولار
- الإيرادات: 26.74 مليار دولار
من المتوقع أن تنخفض ربحية السهم بنسبة 2.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بينما قد ترتفع الإيرادات بنسبة 3.6% على أساس سنوي.
ومن المتوقع أن يبلغ صافي دخل الفوائد حوالي 14.42 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 2.8% عن العام الماضي، وذلك في ظل استقرار أسعار الفائدة بين 4.25% و4.5% التي حددها بنك الاحتياطي الفيدرالي. ⁽¹⁾
حقق البنك متوسط نمو في الأرباح بنسبة 5.8% خلال الأرباع الأربعة الماضية، مما يعكس أداءً قوياً. وإذا تمكن من تجاوز التوقعات مرة أخرى، فقد يشهد السهم انتعاشًا.
لكن في المقابل، فإن تقريرًا ضعيفًا قد يفاقم من تراجع السهم، الذي خسر أكثر من 20% من قيمته منذ بداية العام. ⁽²⁾
العوامل الرئيسية المؤثرة على الأداء
ستتأثر نتائج بنك أوف أمريكا بعدة عوامل.
من المتوقع أن يساهم استقرار أسعار الفائدة وتكاليف الودائع في دعم صافي دخل الفوائد. لكن، ووفقًا لبيانات الاحتياطي الفيدرالي، فإن الطلب على القروض لا يزال ضعيفًا، مع نمو طفيف فقط في القروض الاستهلاكية والعقارية والتجارية، مما قد يحد من المكاسب. ⁽³⁾
وتُعدّ رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية أيضًا من العوامل الهامة. فرغم تسجيل نمو طفيف في صفقات الاندماج والاستحواذ عالميًا خلال الربع الأول، خصوصًا في آسيا، إلا أن النشاط في الولايات المتحدة تراجع بسبب تقلبات السوق الناتجة عن خطط الرسوم الجمركية للرئيس ترامب.
قد تسجل رسوم الاستشارات ارتفاعًا طفيفًا، بينما من المتوقع أن تنمو رسوم الاكتتاب – التي تمثل حوالي 40% من إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية – بشكل محدود، بسبب ضعف سوق الطروحات الأولية وضعف إصدار السندات. وقد أدى عدم اليقين الاقتصادي إلى سعي الشركات إلى إبرام صفقات كبيرة، رغم التوقعات الإيجابية في بداية العام. ⁽⁴⁾
الضغوط الاقتصادية وتأثير الرسوم الجمركية
أثارت مبادرات ترامب الجديدة بفرض رسوم جمركية تصل إلى 145% على السلع الصينية قلق الأسواق، وأدت إلى تصاعد المخاوف بشأن التضخم. وفي 19 مارس، صرّح الرئيس التنفيذي لبنك أوف أمريكا، براين موينيهان، أن الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة لا يزال أعلى بنسبة 6% مقارنة بالعام الماضي، وهو أمر مُشجع.
ومع ذلك، أشار إلى تزايد التشاؤم لدى المستهلكين والشركات الصغيرة. ويتوقع خبراء الاقتصاد في البنك أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي إلى 2% في عام 2025، مع تأثير الرسوم الجمركية بخفض النمو بمقدار 40 نقطة أساس. ⁽⁵⁾
ورغم أن نتائج الربع الأول قد تظهر استقرارًا نظرًا لانتهاءه قبل الانخفاضات التي شهدتها الأسواق في أبريل، فإن التضخم المرتفع وتأجيل خفض أسعار الفائدة قد يضغطان على أرباح البنك في وقت لاحق من هذا العام.
قد توفّر رسوم إدارة الثروات وغيرها من الإيرادات غير المعتمدة على الفوائد بعض الدعم. فقد ارتفعت بعد التعديلات بنسبة 15% على أساس سنوي لتبلغ 11 مليار دولار في الربع الرابع من 2024، وقد تستفيد من لجوء العملاء إلى المشورة وسط حالة عدم اليقين. ⁽⁶⁾
التطلّعات المستقبلية
ستكون نتائج بنك أوف أمريكا للربع الأول بمثابة اختبار لقدرة البنك على الصمود في وجه التحديات الاقتصادية. وحتى في حال صدور تقرير قوي، قد لا يتحقق انتعاش كبير إذا لم يكن مصحوبًا بتفاؤل قوي من المستثمرين.
ويمتلك البنك أهدافًا طموحة طويلة الأجل، من بينها افتتاح 165 فرعًا جديدًا بحلول 2026، واستثمار 4 مليارات دولار في التكنولوجيا هذا العام.
ومع ذلك، تبقى المخاطر مرتفعة في ظل التحديات قصيرة الأجل المتمثلة في الرسوم الجمركية، والتضخم، وتقلبات الأسواق. وفي الوقت الحالي، أمام بنك أوف أمريكا فرصة حاسمة لإثبات قدرته على التحمل. ⁽⁷⁾