هل تُنعش خطة ترامب للرسوم الجمركية الأعمال الأمريكية أم تُعيقها؟ 

ها قد حلّ اليوم الذي تنتظره الأسواق وتشعر بآثاره بكل قوتها، إنّه يوم تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب. 

في يوم الأربعاء، أعلن ترامب عن خطته المنتظرة منذ فترة طويلة لفرض تعريفات جمركية على باقي دول العالم، حيث فرض قاعدة تعريفات بنسبة 10% على جميع واردات الولايات المتحدة، مع فرض معدلات أشد مثل 54% على الصين و 20% على الاتحاد الأوروبي. 

ولكن ما هو الهدف من تطبيق هذه الاستراتيجية؟ يتبلور الهدف في تعزيز التصنيع الأمريكي من خلال تحفيز الشركات على نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة، مع الهدف من جمع 600 مليار دولار سنويًا من ضرائب الواردات. 

وبسرعة تفاعلت الأسواق مع الخبر. حيث انخفضت الأسهم، وبلغ الذهب مستوى قياسي جديد، كما ظل الدولار الأمريكي متقلبًا مع السياسات الجديدة التي أثارت غضباً عالميّاً، واضطرابات مالية، ومخاوف متزايدة من نشوب حرب تجارية. 

بلغ متوسط معدل التعريفات الجمركية 22%، وهو أعلى مستوى منذ عام 1910. ⁽¹⁾ 

المصدر: حساب البيت الأبيض عبر منصة إكس 

تطبيق الرسوم الجمركية

فرضت رسوم ترامب الجمركية بمناسبة يوم التحرير، والتي أُعلن عنها يوم الأربعاء في حديقة البيت الأبيض، رسومًا جمركية بنسبة 10% كحد أدنى على جميع الواردات، حيث تواجه الصين رسومًا إجمالية بنسبة 54%، والاتحاد الأوروبي واليابان 20%، ورسومًا بنسبة 25% على السيارات. كما تضمن القرار إعفاءات للمواد الأساسية وفترة تعديل مدتها 90 يومًا لبعض القطاعات، إلى جانب وعد بتخفيض التعريفات لبعض الدول التي تُسهّل الوصول الأمريكي. 

روّج ترامب لهذه السياسة على أنها إحياءً للأعمال التجارية الأمريكية، متوقعًا أرباحًا ضخمة وتوسعًا في فرص العمل. وتُعدّ زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 22% تحوّلاً حادّاً عن العقود الأخيرة، وتُذكّر بإجراءات الحماية والقيود الاقتصادية في أوائل القرن العشرين. ⁽²⁾ 

وصفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة الاتحاد الأوروبي، هذه الخطوة بأنها ضربة قوية للتجارة، وتوقعت أن تتسبب في معاناة اقتصادية واسعة النطاق. من المتوقع أيضاً أن تشهد آسيا تأثيرات بسبب اعتمادها على الأسواق الأمريكية. 

ومع انخفاض قيمة اليوان إلى مستوى قياسي، أدانت الصين هذه الخطوة باعتبارها مفرطة وهددت برد قاسٍ. تشير معدلات التعريفات غير المتكافئة، مثل 10% لبريطانيا و49% لكمبوديا، إلى تأثيرات غير متساوية، حيث تواجه الاقتصادات الأكثر هشاشة أصعب التحديات. ⁽³⁾ 

منذ يناير، صعّد ترامب الإجراءات التجارية: فرض تعريفات بنسبة 10% على الصين في 4 فبراير، ثم تم مضاعفتها إلى 20% بحلول مارس، و25% على السلع الكندية والمكسيكية في أوائل مارس. 

تعكس هذه الخطوات حملة الرئيس ترامب “أمريكا أولاً”، مستهدفةً المنافسين والحلفاء على حد سواء. ويستند التصعيد في شهر أبريل على ذلك، مستهدفًا اختلالات التجارة من خلال فرض تعريفات متبادلة وفرض تعريفات ثانوية على مشتري النفط الفنزويلي. ⁽⁴⁾ 

كان رد الفعل العالمي حادًا. تعهّدت القيادة الكندية بالرد بقوة، وسارعت كوريا الجنوبية إلى تقديم مساعدات لشركات صناعة السيارات، وشكلت اليابان فريق عمل لمعالجة العبء البالغ 24% على السيارات. بينما يميل الاتحاد الأوروبي وتايلاند إلى إجراء محادثات، إلّا أنّهم يُعِدّون إجراءات انتقامية، مما يُشير إلى طريق متوتر نحو أي اتفاق أمريكي-صيني كبير. ⁽⁵⁾ 

تقلّبات في الأسواق 

شهدت الأسواق المالية عمليات بيع واعة النطاق مع خطاب ترامب يوم الأربعاء، واستمرت في الانخفاض خلال الجلسة التالية. حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.84%، بينما تراجع مؤشر داو جونز بمقدار 1600 نقطة، مدفوعًا بمخاوف من التضخم ومشاكل سلاسل التوريد. 

بحلول يوم الخميس، انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 6% تقريبًا. في الوقت نفسه، هبط مؤشر داكس الألماني بنسبة 3% ليغلق عند 21,700 يوم الخميس، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ يوليو 2024، مما يعكس الانخفاضات الحادة في الأسواق الأوروبية والعالمية. انخفضت الأسواق الآسيوية بما في ذلك مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 7.36% منذ بداية الشهر. 

كما تأثرت السلع أيضًا، حيث تراجعت أسعار النفط إلى 65 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع الذهب إلى 3,168 دولارًا للأونصة حيث لجأ المستثمرون إلى الملاذ الآمن. وارتفعت التقلبات، مع وصول مؤشر فيكس إلى مستويات لم تشهدها الأسواق منذ أواخر 2023. 

ويحذر المحللون من احتمال انخفاض مؤشر الدولار إذا تصاعدت التوترات، مع ارتفاع احتمالات الركود إلى 35%. 

تزيد التعريفات الجمركيةالتي تم فرضها على قطاعات معيّنة من حدّة التوتر. حيث هزت التعريفات البالغة 24% على السيارات من اليابان وكوريا الجنوبية، بينما يستعد تجار التجزئة الأمريكيون لارتفاع في التكاليف. 

الاحتجاجات العالمية والمخاطر الاقتصادية 

مع تهديد الصين بالانتقام “النسبي” الذي قد يستهدف الشركات الأمريكية في أسواقها، طالبت الصين برفع التعريفات الجمركية. كما دعمت كوريا الجنوبية المصدرين، ودرست اليابان اتخاذ إجراءات جريئة ضد التعريفات على السيارات، بينما استعدت كندا للتدابير الانتقامية. 

ومن ناحية أخرى، خططت تايلاند لتقديم مساعدات قصيرة الأجل لمُصنّعيها، بينما قاأعلن ل الاتحاد الأوروبي عن استعداده للرد وفرض رسوم على صادرات الولايات المتحدة إذا فشلت المفاوضات. الآن، تبحث الدول عن أسواق جديدة وسط تصاعد الحرب التجارية. 

قد تكون التكاليف المالية باهظة. فمن الممكن أن تكون الاقتصادات المعتمدة على التصدير في آسيا مُعرّضة لمخاطر بشكل غير متناسب، وتشير التوقعات إلى أن النمو العالمي قد ينخفض إلى أقل من 3.3%.  

أما بالنسبة للأسعار على المستهلكين، قد ترتفع في جميع المجالات، وقد تشهد الشركات انخفاضًا في الطلب حيث يعزز عدم اليقين السياسات الحمائية. في النهاية، سيتحمل المستهلكون العبء الأكبر من هذه التعريفات، ويشعرون بالضغط الأكبر من خلال ارتفاع الأسعار. 

المصادر: ⁽¹⁾ ⁽⁸⁾ رويترز، ⁽²⁾ ⁽³⁾ بزنيس إنسايدر، ⁽⁴⁾ ⁽⁵⁾ بلومبرج، ⁽⁶⁾ إنفستوبيديا 

The information provided is not intended to serve as investment advice or a sufficient basis for making investment decisions. It is meant solely for informational purposes.

هذا الموقع الإلكتروني الذي تقوم بزيارته هو الموقع الإلكتروني الرسمي و الوحيد المعتمد لضمان ماركتس من شركة ضمان للأوراق المالية ش.ذ.م.م. (“ضمان”). (https://damanmarkets.com)

لاحظ فريق ضمان وجود موقع إلكتروني احتيالي (https://damaninvest.com)  يستخدم اسم ضمان وعلامتها التجارية وشعارها بشكل غير قانوني، إذ يعمل القائمون عليه على إقناع المستثمرين بأنهم يتعاملون مع ضمان من أجل الحصول عن طريق الاحتيال على التفاصيل المالية الشخصية لمستخدمي ذلك الموقع وسرقة أموالهم.

ليس هناك أي علاقة بين هذا الموقع الإلكتروني الاحتيالي وضمان.

لن تطلب منك ضمان أي معلومات شخصية مثل تفاصيل الاتصال و/أو رقم الحساب البنكي و/أو تفاصيل البطاقة الائتمانية عن طريق البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو رسائل واتساب أو أي وسيلة إلكترونية أخرى.

لن تتحمل ضمان مسؤولية أي خسائر قد يدفعها أو يتكبدها أو تُفرَض على أي شخص نتيجة للتعرض للاحتيال من قِبَل الشركة الاحتيالية، ويُرجى إبلاغ الشرطة في منطقتك في حال وقوع ذلك.