تواصل عملة البيتكوين التوحيد دون اتجاه واضح، حيث تظل تهديدات الرسوم الجمركية وعدم اليقين من مجلس الاحتياطي الفيدرالي عاملين يؤثران على تداول أكبر عملة مشفرة في العالم ضمن نطاق معين.
ساعدت عمليات الشراء من المؤسسات الكبيرة في دفع البيتكوين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق فوق 108,000 دولار في ديسمبر. لكن العملة فشلت في الحفاظ على مستوى 100,000 دولار بشكل موثوق منذ ذلك الحين.
على الرغم من التفاؤل حول استثمارات المؤسسات والدعم التنظيمي لصناديق الاستثمار المتداولة في العملات المشفرة، فإن عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية والموقف المتشدد من الفيدرالي قد أثر على آفاق البيتكوين.
عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية والموقف المتشدد من الفيدرالي
أضافت الرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس ترامب على الرقائق الالكترونية ضغطًا إضافيًا على البيتكوين، حيث تظل الأصول ذات المخاطر العالية مرتبطةً ارتباطًا وثيقًا بأسهم التكنولوجيا.
يمكن أن تواجه البيتكوين ضغوطًا إضافية بسبب الموقف المتشدد من بنك الاحتياطي الفيدرالي. أظهر محضر لجنة السوق المفتوحة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال حذرًا بشأن أسعار الفائدة وليس على عجلة في خفضها. كما كشف المحضر أيضاً أن رسوم ترامب الجمركية قد تتسبب في تعطيلات في سلاسل التوريد، مما يزيد من المخاوف بشأن التضخم.
تضيف جميع هذه العوامل مخاطر هبوط أسعار البيتكوين، والتي عانت تاريخيًا في بيئات أسعار الفائدة المرتفعة.
استثمارات المؤسسات في تزايد
انتعشت البيتكوين بشكل طفيف يوم الأربعاء بعد إعلان أكبر مالك للعملة في العالم، مايكروستراتيجي، عن خطط لشراء المزيد من البيتكوين. تمتلك شركة مايكروستراتيجي حوالي 480,000 بيتكوين حتى 10 فبراير، على الرغم من أن الشركة أوقفت عمليات الشراء في الأسابيع الأخيرة.
كما أعلنت “مايكروستراتيجي” عن خطط لجمع ملياري دولار من خلال سندات الأوراق المالية القابلة للتحويل (نوع من القروض) لشراء المزيد من البيتكوين. ⁽¹⁾
واجه سوق العملات الرقمية تدفقات خارجة قدرها 415 مليون دولار من صناديق الاستثمار المتداولة في العملات الرقمية، مما أنهى سلسلة من 19 أسبوعًا من عمليات الشراء. جاء هذا التحول مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة وتزايد التوقعات بموقف متشدد من بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما أثّر على الأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين. ⁽²⁾
ومع ذلك، لا يزال اهتمام المؤسسات بصناديق البيتكوين المتداولة في البورصة في تزايد، حيث يزيد مدراء الصناديق من تعرضهم لها. قامت شركة “غولدمان ساكس” بتوسيع حيازتها من صناديق البيتكوين والإيثيريوم المتداولة في البورصة إلى أكثر من 2 مليار دولار. يشير هذا الاتجاه إلى قبول أوسع للبيتكوين كفئة أصول شرعية بين المؤسسات المالية الكبرى. ⁽³⁾
كما استثمر صندوق الثروة في أبوظبي أيضًا 436 مليون دولار في صندوق “بلاك روك” لصناديق البيتكوين المتداولة، الذي استحوذ على 8.2 مليون سهم في نهاية 2024. يشير ذلك إلى أن الشراء المؤسسي في البيتكوين لا يزال قويًا، خاصة بعد ارتفاعه بنسبة 86% في 2024. ⁽⁴
التطورات التنظيمية وآفاق التوقعات للمستقبل
تستمر القوانين في التطور حيث من المتوقع أن تدعم الابتكارات صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة. حققت صناديق البيتكوين المتداولة نجاحًا كبيرًا، حيث تراكمت حوالي 120 مليار دولار من الأصول في بداية ظهورها. يتوقع محترفو العملات الرقمية نموًا مستقبليًا حيث أصبح الاستثمار في العملات الرقمية والتداول بها أسهل. ⁽⁵⁾
قد تضع اللوائح بعض الضغط على العملات الرقمية الجديدة، مما قد يؤدي إلى تعقيد إنشاء صناديق استثمار متداولة جديدة لأصول رقمية أخرى.
في الولايات المتحدة، أوقفت “هيئة الأوراق المالية والبورصات” القضايا الرئيسية ضد كوين بايز وباينانس لإعادة تخطيط استراتيجيتها التنفيذية بشأن اللوائح.
تتواصل الجهود التشريعية، حيث قدم السيناتور بيل هاغرتي والنائبة ماكسين ووترز مشاريع قوانين متنافسة تهدف إلى وضع تنظيمات جديدة للعملات المستقرة، وهو ما قد يؤثر على سياسة الحكومة المستقبلية بشأن العملات الرقمية. ⁽⁶⁾
الأفكار الختامية
على الرغم من قوة البيتكوين بسبب الشراء المؤسساتي، قد تواجه العملة الرقمية العملاقة مخاطر هبوط بسبب عدم اليقين الاقتصادي، بما في ذلك الرسوم الجمركية وأسعار الفائدة المرتفعة.
إن تطور اللوائح المتعلقة بالعملات الرقمية ونجاح صناديق البيتكوين المتداولة تشير إلى مستقبل واعد، لكن التقلبات قصيرة المدى قد تستمر مع تأثير العوامل الاقتصادية على الأصول عالية المخاطر.
