نمو الصادرات اليابانية يُخيّب التوقعات 

كشف ميزان التجارة الياباني لشهر مارس 2025 عن توازن هش وسط توترات تجارية عالمية وضغوط محلية. جاءت الصادرات أقل من التوقعات، ما أدى إلى فائض تجاري ساهم في تقليص العجز السنوي في الحساب المالي. 

قد تعقّد الرسوم الجمركية الأمريكية والين الضعيف التوقعات، فيما تواصل اليابان سعيها إلىالتفاوض من ناحية والتنافس التجاري من ناحية أخرى. 

الصادرات تُخفق في تحقيق الأهداف 

نمت الصادرات بنسبة 3.9% لتصل إلى 9.8 تريليون ين، وهو أقل من التوقعات البالغة 4.5%، وأدنى من ارتفاع فبراير البالغ 11.4%. 

سجلت الصادرات إلى الشرق الأوسط قفزة بنسبة 17.1%، في حين ارتفعت الشحنات إلى الولايات المتحدة بنسبة 3.1% فقط. وتواجه السيارات، التي تشكل 28.3% من الصادرات إلى أمريكا، رسومًا جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من 3 أبريل، إلى جانب رسوم مفروضة على الفولاذ والألمنيوم منذ 12 مارس، رغم أن رفع الرسوم الإضافية مؤجل لمدة 90 يومًا. ⁽¹⁾ 

المصدر: بلومبرغ 

الواردات ونمو الفائض التجاري 

ارتفعت الواردات بنسبة 2% لتصل إلى 9.3 تريليون ين، دون التوقعات البالغة 3.1%، مما ساعد على تحقيق فائض تجاري قدره 544.1 مليار ين، مقارنة بـ349.9 مليار ين في العام الماضي. بلغ الفائض التجاري مع الولايات المتحدة إلى 9 تريليون ين (63 مليار دولار) للسنة المالية، إلا أن العجز السنوي الإجمالي بلغ 5.2 تريليون ين بسبب ارتفاع تكاليف واردات الطاقة وضعف الين. ⁽²⁾ 

الرسوم الأمريكية والمفاوضات 

تشكل رسوم ترامب الجمركية، بما فيها 25% على الفولاذ والألمنيوم والسيارات، تهديدًا لليابان، التي تعد سادس أكبر مورد للفولاذ إلى الولايات المتحدة. تجري المفاوضات بمشاركة وزيرة الخزنة بيسنت ووزير التجارة لوتنيك، فيما يزعم ترامب إحراز “تقدم كبير” عبر منصة تروث سوشِل.  

وقد تلجأ اليابان إلى زيادة وارداتها من المنتجات الزراعية الأمريكية لتخفيف التوترات، وتجنب الرد الانتقامي، خاصة مع تراجع الصادرات إلى الصين بنسبة -4.8% وإلى أوروبا بنسبة -1.1%. ⁽³⁾ 

الضغوطات الاقتصادية 

رغم أن السياحة تساهم في دعم الصادرات، إلا أن ضعف الين يؤدي إلى زيادة تكاليف الاستيراد. كما أن المنتجات الصينية باتت تهيمن على الأسواق وتزاحم الصادرات اليابانية، مما يهدد موقع اليابان كمصدر رئيسي. قد تلحق الصراعات التجارية، بين الولايات المتحدة والصين، الضرر بالاقتصاد الياباني من خلال إغراق الأسواق بالبضائع، في ظل تزايد المخاوف العالمية وتضخم داخلي يعقّد المشهد، رغم الفائض التجاري. ⁽⁴⁾ 

المصادر: ⁽¹⁾ ⁽²⁾ بلومبرغ, ⁽³⁾ ⁽⁴⁾ سي إن بي سي