من المتوقع أن تعلن شركة وولمارت (رمز السهم: WMT) عن نتائجها للربع الأول من السنة المالية ٢٠٢٦ يوم الخميس، الموافق ١٥ مايو، قبل افتتاح السوق.
ويتوقع أن تحقق وولمارت نتائج قوية، حيث أبدت الإدارة تفاؤلها بقدرة الشركة على تفادي تأثيرات الرسوم الجمركية.
تواصل الشركة تألقها في قطاع التجزئة بفضل نموها الاستراتيجي في المتاجر والقنوات الرقمية، ومشاريعها الابتكارية مثل سوق وولمارت للطرف الثالث، ومبادرات الإعلان، واستراتيجية القنوات المتعددة القوية. ومع ذلك، تشكل حالة عدم اليقين الاقتصادي، وارتفاع التكاليف، وتأثيرات الرسوم الجمركية تحديات قصيرة الأجل.
التوقعات والتقديرات للأرباح
تتوقع وول ستريت أن تسجل وولمارت ربحية سهم بقيمة ٠٫٥٨ دولار، بانخفاض بنسبة ٥٪ عن نفس الربع من العام السابق. ومن المتوقع أن تصل الإيرادات إلى ١٦٥٫٦ مليار دولار، بزيادة قدرها ٢٫٥٦٪ على أساس سنوي. ⁽١⁾
تمتلك وولمارت سجلًا ممتازًا في تجاوز توقعات المحللين، حيث تفوقت على التقديرات في جميع الأرباع خلال العامين الماليين الماضيين، كما حققت نسبة نجاح ١٠٠٪ في تجاوز توقعات الأرباح. ⁽٢⁾
أظهرت الشركة مرونة واكتسبت حصة سوقية، بدعم من استراتيجيات التسعير الذكي، والحجم الكبير، وإدارة سلاسل الإمداد الفعالة، وتركيزها على تنويع الإيرادات. وتعزز هذه العوامل قدرة وولمارت على مواجهة التحديات الاقتصادية.
ويقلل التركيز بنسبة ٦٠٪ على مبيعات البقالة من الاعتماد على السلع المستوردة ويحد من اضطرابات سلاسل التوريد. كما أن مواصلة اكتساب الحصة السوقية في التجارة الإلكترونية والقنوات المتعددة، بدعم من الاستحواذ الأخير على شركة Vizio، قد يدعم نمو هوامش الربح الإجمالية. وتُمكن علاقات الموردين العميقة، وآليات التسعير المتقدمة، والأتمتة، وولمارت من تقليل المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية. ⁽٣⁾
عوامل رئيسية يجب مراقبتها
العمليات الأساسية في السوق الأمريكي
تشكل عمليات وولمارت في الولايات المتحدة الجزء الأكبر من إيراداتها. ومن المتوقع أن تنمو المبيعات المماثلة بنسبة تتراوح بين ٣٪ و٤٪. كما يُتوقع أن ينمو الدخل التشغيلي المعدل في السنة المالية ٢٠٢٦ بنسبة تتراوح بين ٣٫٥٪ و٥٫٥٪، رغم وجود تأثير سلبي بنسبة ١٫٥٪ بسبب الاستحواذ على VIZIO وعوامل السنة الكبيسة. وتجدر الإشارة إلى أن التوقعات أصبحت أوسع نتيجة تغير مزيج الفئات، وزيادة تكاليف تعويضات الحوادث، والتزام وولمارت بالحفاظ على مرونة التسعير في ظل الرسوم الجديدة. ويمثل بند مطالبات الحوادث أكبر ضغط على التكاليف، حيث يساهم بحوالي ٢٠٠ مليون دولار في التكاليف التي تؤثر سلبًا على نمو الدخل التشغيلي. ⁽٤⁾
قطاع التجارة الإلكترونية
مع توسع الأسواق التابعة لجهات خارجية، وزيادة استخدام خدمات الاستلام والتوصيل من المتاجر، يُتوقع أن ترتفع مبيعات التجارة الإلكترونية بنسبة تتراوح بين ١٥٪ و٢٠٪. كما ساهم استعداد العملاء للدفع مقابل خدمات توصيل أسرع ولمسافات أطول في تحسين الأداء الرقمي. ⁽٥⁾
الإعلان وبرامج العضوية
تُعد إيرادات العضوية مصدرًا مهمًا لعائدات وولمارت. ويواصل نادي سامز (Sam’s Club) في الولايات المتحدة توسيع قاعدة أعضائه، مع تزايد حصة العضويات ذات القيمة العالية. كما تحافظ عضوية Walmart+ على زخمها القوي. وعلى الصعيد الدولي، يُسهم نادي سامز في الصين في نمو الإيرادات من خلال افتتاح نوادٍ جديدة.
التوجيه المستقبلي
سيركز المستثمرون والمتداولون على تعليقات الإدارة حول توجهات المبيعات، وتأثيرات الرسوم الجمركية، وتغييرات توقعات القطاعات، والوضع الاقتصادي للسنة المالية ٢٠٢٦. وسيتم مراقبة إيرادات كل قطاع إلى جانب تصريحات الإدارة حول المناخ الاقتصادي الحالي والتوقعات المستقبلية.
مخاطر الرسوم الجمركية والتحديات الأخرى
رغم نقاط القوة، تواجه وولمارت تحديات في الربع الأول من السنة المالية ٢٠٢٦. ففي أبريل، لاحظت الشركة تقلبات أسبوعية في المبيعات نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي وتراجع ثقة المستهلك.
وتُعد تكاليف مطالبات الحوادث، التي تبلغ حوالي ٢٠٠ مليون دولار، أكبر عامل ضغط على الدخل التشغيلي. كما أدى تغير مزيج المنتجات والتزام وولمارت بالحفاظ على مرونة التسعير في ظل الرسوم الجديدة إلى توسيع نطاق التوقعات. ⁽٦⁾
ورغم أن وولمارت في موقع أفضل من نظرائها للتعامل مع الرسوم الجمركية بفضل علاقاتها العميقة مع الموردين، والأتمتة، وإدارة المخزون، فقد أشارت بنك أوف أميركا إلى أن “الرسوم الحالية على الصين تُعد تحديًا كبيرًا من حيث التكاليف وقد تؤدي إلى اضطرابات في الإمدادات”. ⁽٧⁾
أداء السهم وتقييمات المحللين
على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، تراجع سهم وولمارت بنسبة ٨٪، مقارنة بانخفاض ٦٫٨٪ في القطاع. أما مؤشر S&P ٥٠٠ فقد تراجع بنسبة ٨٫١٪ في الفترة ذاتها. وقد تراجعت الشركة مقارنة ببعض منافسيها، مثل Kroger الذي ارتفع بنسبة ٩٫٥٪، ومتاجر Ross التي ارتفعت بنسبة ١٫٣٪. في المقابل، تراجع سهم Target بنسبة ٢٥٫١٪ خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ⁽٨⁾
أبقى محللو Morgan Stanley وOppenheimer على توصية الشراء (BUY) في تقاريرهم الأخيرة، حيث رفع محللو Oppenheimer السعر المستهدف إلى ١١٠ دولارات من ١٠٠ دولار، بينما حافظت Morgan Stanley على سعر ١١٥ دولارًا. ⁽٩⁾
وقال محللو Morgan Stanley إن وولمارت “من بين الشركات الأفضل تجهيزًا في تغطيتنا لمواجهة هذه التحديات، بفضل حجمها، وميزات سلاسل الإمداد، ومزيج المنتجات، وفجوات التسعير”. ويتوقع المحللون أن تقوم وولمارت بتوسيع نطاق توقعاتها السنوية.
خلاصة
قد تؤدي نتائج وولمارت للربع الأول من السنة المالية ٢٠٢٦ إلى بعض التقلبات قصيرة المدى، التي قد تؤثر على التوقعات طويلة الأجل للشركة. ومن شأن الأداء القوي في السوق الأمريكية، ونمو قطاع التجارة الإلكترونية، وتوسيع المشاريع الرقمية ذات الهوامش المرتفعة، وزيادة إيرادات العضوية، أن يعزز قدرة وولمارت على تقديم قيمة للمساهمين.
ورغم أن نهاية العام الماضي كانت متباينة، فإن أداء الشركة كان قويًا بشكل عام. لكن السنة المالية الجديدة تبدو مختلفة تمامًا، إذ يسودها الغموض، وتفتقر إلى ثقة المستهلك الأمريكي.
تُعد وولمارت لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي فإن تصريحات الإدارة حول أداء الربع الأول ستكون محور تركيز رئيسي للمستثمرين والمتداولين.
