أعلنت مجموعة فودافون عن نتائج مالية متباينة للسنة المالية ٢٠٢٥، أظهرت أبرز التطورات التي حققتها الشركة والتحديات المستمرة التي تواجهها. فقد أدت عمليات التحوّل وإعادة الهيكلة الناجحة إلى أداء قوي في المملكة المتحدة وفي أسواق النمو مثل تركيا وإفريقيا. في المقابل، تواجه عمليات الشركة في ألمانيا وقطاع الأعمال B2B تحديات قد تؤثر على التوقعات العامة.
الأداء المالي وبرنامج إعادة شراء الأسهم
أعلنت فودافون عن إيرادات بلغت ٣٧٫٤٥ مليار يورو، مقارنة بـ ٣٦٫٧٢ مليار يورو في العام السابق، بدعم من نمو إيرادات الخدمات بنسبة ٢٫٨٪. ومع ذلك، انخفضت الأرباح المعدّلة إلى ١٠٫٩٣ مليار يورو مقابل ١١٫٠٢ مليار يورو في السنة المالية السابقة، نتيجة ضغوط الأسعار التنافسية في السوق الألماني. وسجّلت الشركة خسائر قبل الضرائب قدرها ١٫٤٨ مليار يورو، مقارنة بأرباح بلغت ١٫٦٢ مليار يورو العام الماضي، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تسجيل مخصصات انخفاض قيمة غير نقدية بقيمة ٤٫٥ مليار يورو في ألمانيا ورومانيا. ⁽١⁾
أعلنت الشركة عن إطلاق برنامج جديد لإعادة شراء الأسهم بقيمة ٢ مليار يورو (٢٫٢٥ مليار دولار)، يبدأ بمرحلة أولى بقيمة ٥٠٠ مليون يورو، بعد إتمام برنامج سابق بنفس القيمة، ما يؤكد التزام الشركة بزيادة العائد للمساهمين. كما بلغت توزيعات الأرباح ١٫٨ مليار يورو، بعد إعلان توزيع أرباح جديدة قدرها ٠٫٠٤٥ يورو للسهم الواحد. ⁽٢⁾
أبرز إنجازات الشركة
أداء قوي في المملكة المتحدة واندماج مع شركة Three
حققت فودافون نموًا بنسبة ٪٨ في الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA) في المملكة المتحدة خلال السنة المالية ٢٠٢٥. كما سجّلت الشركة أدنى مستوى شكاوى عملاء على الإطلاق، وتصدّرت مؤشرات رضا العملاء (NPS) في خدمات الهاتف المحمول والنطاق العريض الثابت، مما يعكس تحسنًا في تجربة العملاء والكفاءة التشغيلية. ⁽٣⁾
باعت فودافون عملياتها في إسبانيا وإيطاليا، وتعمل حاليًا على إتمام عملية اندماج مع المنافس Three، ضمن خطة إعادة الهيكلة، والتي نتج عنها إعادة ٢ مليار يورو إلى المساهمين من خلال إعادة شراء الأسهم وتوزيع الأرباح.
لكن من المتوقع أن ينتج عن هذا الاندماج انخفاض في التدفق النقدي الحر المعدّل بقيمة ٢٠٠ مليون يورو بسبب الاستثمارات الأولية وتكاليف الدمج. ومن المتوقع أن يساهم الاندماج بمقدار ٤٠٠ مليون يورو في أرباح EBITDA للسنة المالية ٢٠٢٦. ⁽٤⁾
العمليات في إفريقيا وتركيا
تتمتع عمليات فودافون في إفريقيا وتركيا بمواقع قوية، مع فرص نمو تساهم بزيادة ملحوظة في التدفقات النقدية الحرة باليورو. وتُعد هذه المناطق عناصر محورية في استراتيجية النمو طويلة الأمد للشركة. ⁽٥⁾
تحديات في ألمانيا وقطاع B2B وتأخير في ترقية الألياف
تواجه فودافون سوقًا شديدة التنافسية في ألمانيا، حيث تراجعت خدمات الإنترنت الثابت، وازدادت الضغوط على خدمات الهاتف المحمول والأسعار.
وتقوم الشركة بتقييم آثار التغييرات التنظيمية في ألمانيا، التي تمنع الملاك من تضمين خدمات التلفزيون في عقود الإيجار، إضافة إلى تراجع قاعدة عملاء الإنترنت. وقالت الشركة إن الضغوط مستمرة، لكنها نجحت في تحقيق استقرار قاعدة العملاء. ⁽٦⁾
تأخرت شراكة OXG المسؤولة عن تطوير شبكات الألياف في ألمانيا، ما أثّر سلبًا على خطة فودافون لتغطية ٧ ملايين وحدة سكنية متعددة (MDU). هذا التأخير يُعد عقبة في تحقيق أهداف البنية التحتية للشركة. ⁽٧⁾
أما سوق الأعمال B2B في المملكة المتحدة، فيواجه تحديات خاصة في خدمات الإدارة ومتوسط العائد لكل مستخدم (ARPU)، مما أثّر على التوقعات المالية للسنة ٢٠٢٦. ⁽٨⁾
توجيهات السنة المالية ٢٠٢٦
توقعت فودافون أن تصل الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDAL) إلى ١١ مليار يورو، مع نمو في التدفقات النقدية الحرة المعدلة بين ٢٫٦ مليار و٢٫٨ مليار يورو.
ومن المتوقع أن يدعم الاندماج مع Three أرباح EBITDAL، على الرغم من تأثيره المحتمل على التدفقات النقدية بسبب الاستثمارات المبكرة. وتؤكد الشركة التزامها بعوائد المساهمين من خلال برنامج إعادة شراء جديد بقيمة ٢ مليار يورو. ⁽٩⁾
تُظهر مكالمة الأرباح أن فودافون شركة في مرحلة انتقالية، تبرز فيها إنجازات التحوّل والنمو في أسواق رئيسية مثل المملكة المتحدة وإفريقيا وتركيا، بينما تظل التحديات في ألمانيا وقطاع الأعمال B2B تهديدًا لنمو الشركة في السنة المقبلة.
المصادر:
⁽١⁾ ⁽٢⁾ ⁽٣⁾ ⁽٤⁾ The Wall Street Journal
⁽٥⁾ ⁽٦⁾ Yahoo! Finance
⁽٧⁾ ⁽٨⁾ ⁽٩⁾ TipRanks