حافظ مؤشر مجموعة فايننشال تايمز 100 للأوراق المالية، المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم في المملكة المتحدة، على مكاسبه وسط أداء متباين للقطاعات واستمرار الشكوك الاقتصادية. تأثر المؤشر بمشاعر المستثمرين المتباينة، حيث شهد قوة في قطاعات البنوك والطيران والدفاع، في حين شهدت الشركات البريطانية التي تعتمد بشكل أكبر على الظروف الاقتصادية ضعفًا ملحوظاً.
تطورات الشركات
لعب قطاع البنوك دورًا محوريًا في الارتفاع الأخير، حيث ارتفعت أسهم إتش إس بي سي وباركلايس بشكل كبير. وصلت أسهم إتش إس بي سي إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008، مدعومة بأداء مالي قوي وظروف السوق العالمية المشجعة. كما شهدت أسهم قطاع الطيران والدفاع زخماً إيجابيًا، بدعم من زيادة الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي -حلف الناتو- والتطورات الجيوسياسية.
أما قطاع الطاقة فقد شكّل تحديات للمؤشر، حيث تراجعت أسهم شركة شِل بعد أن خفضت الشركة توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المسيّل وتوقعت نتائج تجارية أضعف في مجالي النفط والغاز. تعكس هذه النتائج القلق العام بشأن التقلبات في أسواق الطاقة، الضغوط التنظيمية، والتحول نحو الطاقة المتجددة، وقد أدت مثل هذه التطورات إلى تهدئة معنويات المستثمرين وأثقلت كاهل مؤشر إتش إس بي سي 100.
تراجعت أسهم شركة تيسكو بأكثر من 3% رغم تحقيقها نتائج قوية خلال فترة الأعياد، حيث تسارعت مبيعاتها في المملكة المتحدة بنسبة 4.1% خلال الأسابيع الستة الماضية. ومع ذلك، أبقت الشركة على توجيه أرباحها التشغيلية للسنة المالية 2024/25 كما هي، مما خيب آمال المستثمرين الذين كانوا يأملون في مزيد من التحسين بعد رفع التوجيهات في نتائج النصف الأول.
تراجعت أسهم شركة ماركس وسبنسر بنسبة 7% بعد أن تحدثت الشركة عن التحديات الاقتصادية، رغم أنها أبلغت عن مبيعات قوية خلال عيد الميلاد التي ارتفعت بنسبة 6.4%.
الظروف الاقتصادية
يواجه مؤشر مجموعة فايننشال تايمز 100 للأوراق المالية تحديات ملحوظة. فالشكوك الاقتصادية العالمية، بما في ذلك تباطؤ النمو في الأسواق الكبرى مثل الصين ومنطقة اليورو، تمثل مخاطر على الشركات التي تعتمد على التصدير.
وعلى الصعيد المحلي، أدت أزمة تكاليف المعيشة في المملكة المتحدة إلى إضعاف الإنفاق وثقة المستهلكين، مما أثر على قطاعات التجزئة والشركات التي تركز على المستهلكين. كما أن تقلبات العملات قد تقلل من قدرة الصادرات البريطانية على المنافسة في الأسواق الدولية.
تعاني المملكة المتحدة من ارتفاع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم، الذي تراجع إلى 2.6%، مقتربًا من هدف بنك إنجلترا. هذه الفوائد المرتفعة تضغط على الأسهم والاقتصاد، بينما يراقب بنك إنجلترا البيانات الاقتصادية لتحديد موعد خفض سعر الفائدة التالي.
كما تراجعت قيمة الجنيه الإسترليني بسبب القلق من أن بيع السندات الحكومية البريطانية قد يضيف ضغطًا على موارد الحكومة المالية. في المقابل، فإن انخفاض الجنيه الإسترليني يدعم شركات مجموعة فايننشال تايمز 100 التي تحقق معظم إيراداتها من خارج المملكة المتحدة. ومع ذلك، تظل الشركات البريطانية الأصغر أكثر عرضة للضغوط السياسية وارتفاع العائدات بسرعة.
التحليل الفني

المصدر: تريدنج فيو
عكس مؤشر مجموعة فايننشال تايمز 100 للأوراق المالية اتجاهه نحو الأعلى بعد اختراقه مستوى 8,200، حيث كانت جميع المتوسطات المتحركة الثلاثة أسفل السعر، مما يدعم الزخم الصعودي.
لقد شكل مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يومًا تباينًا هبوطيًا قد يتسبب في تراجع السعر.
إذا استمر الزخم الصعودي، فقد يسعى السعر لتشكيل قمم جديدة فوق 8,300، حيث يراقب المتداولون مستوى 8,375 كمقاومة محتملة. أما إذا فشل الزخم الصعودي في دفع السعر للأعلى، قد يسعى المضاربون للسيطرة مع احتمال تشكيل دعم حول مستوى 8,120.