ازدهر قطاع التكنولوجيا في عام 2024، حيث حقق مؤشر ناسداك 100 مكاسب بنسبة 33% ووصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
كان نمو القطاع مدفوعًا بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والإنفاق الاستهلاكي القوي على المنصات الرقمية.وأظهرت الشركات الرائدة في هذا المجال أداءً ماليًا قويًا وتطورات مبتكرة جذبت اهتمام المستثمرين.
وكانت الشركات الكبرى مثل انفيديا، تسلا، وآبل من أبرز الشركات التي تميزت بأداء استثنائي.
تسلا
واجهت تسلا عامًا صعبًا مليئاً بالتحديات حيث أصبح سوق السيارات الكهربائية أكثر تنافسية، خاصة مع دخول المنافسين الصينيين وزيادة إنتاج الشركات الكبرى لصناعة السيارات.
لكن بفضل التطورات في تكنولوجيا البطاريات وتوسيع أعمالها في مجال الطاقة، التي حققت أرباحًا قياسية، تمكنت تسلا من الحفاظ على مكانتها الرائدة.
شهدت أسهم تسلا زيادة كبيرة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، حيث وصلت قيمة الشركة في السوق إلى أكثر من تريليون دولار.
يعود هذا الارتفاع إلى تفاؤل المستثمرين بشأن سياسات الإدارة الجديدة التي يُتوقع أن تدعم صناعة السيارات الكهربائية، ومن المحتمل أن تشمل تحفيزات ودعماً تنظيمياً لصالح السيارات الكهربائية، مما قد يعزز مكانة تسلا في السوق.
ورغم هذه الأصداء الإيجابية، تواجه أسهم تسلا بعض التحديات التي أثرت على أدائها، مثل مشاكل سلاسل التوريد والمخاوف المتعلقة بتقييم السهم.
آبل
استمرت آبل في تعزيز هيمنتها على قطاع تكنولوجيا المستخدم. وكان إطلاق سماعة “فيجن برو” للواقع المختلط، التي طال انتظارها، من أبرز الأحداث. حيث دخلت الشركة سوق الواقع الممتد، مما يضعها في موقع جيد للنمو في تقنيات الواقع المعزز.
علاوة على ذلك، حافظت آبل على طلب قوي على هواتف الآيفون والاكسسوارات الأخرى من منتجاتها. ومع ذلك، واجهت الشركة تحديات متزايدة بسبب اعتمادها الكبير على الصين في التصنيع، وهو ما أصبح تحت مجهر التدقيق وسط التوترات الجيوسياسية والمخاطر المتعلقة بسلاسل التوريد، مما خلق حالة من عدم اليقين بشأن استراتيجيتها طويلة الأمد في الإنتاج.
تخطط آبل لاستثمار مليار دولار في مصنع في إندونيسيا لإنتاج مكونات الهواتف الذكية والمنتجات الأخرى.
انفيديا
شهدت شركة انفيديا نموًا ملحوظاً في عام 2024، حيث تجاوزت قيمتها في السوق 3 تريليون دولار في يونيو، مما جعلها الشركة الأمريكية الأكثر قيمة في ذلك الوقت. وكان دافع هذا الارتفاع إلى الطلب المتزايد على الأجهزة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وخاصة وحدات معالجة الرسومات (جي بي يو) الضرورية لتدريب النماذج اللغوية الكبيرة وغيرها من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وكانت رقائق “بلاك ويل” للذكاء الاصطناعي، التي أُطلقت في مارس 2024، حاسمة في هذا النمو.
ومع ذلك، واجهت انفيديا عدة تحديات. فقد أدت التوترات الجيوسياسية إلى فرض الولايات المتحدة قيودًا على صادرات الرقائق إلى الصين، وهو سوق مهم لتكنولوجيا أشباه الموصلات. بالإضافة إلى ذلك، تصاعدت المنافسة مع إعلان شركات مثل “أمازون ويب سيرفيسز” عن خطط لتطوير رائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مثل سلسلة “ترانيوم”، بهدف تقليل الاعتماد على وحدات معالجة الرسومات من انفيديا.
بالإضافة إلى ذلك، كان هناك توقعات باستمرار قيود الإمدادات لرقائق “بلاك ويل” حتى عام 2026، مما قد يؤدي إلى تضييق طموحات انفيديا في مجال الذكاء الاصطناعي.
ورغم هذه التحديات، بقيت انفيديا في طليعة سوق الأجهزة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، بفضل تبنيها الواسع والدور الحيوي لوحدات معالجة الرسومات في بنية الذكاء الاصطناعي. وواصلت الشركة تركيزها الاستراتيجي على تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مما عزز مكانتها كشركة رائدة في هذا المجال.
الخلاصة
بينما كان عام 2024 عامًا من النمو الكبير لأسهم التكنولوجيا، مدفوعًا بتطورات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، فقد سلّط الضوء أيضً علىا هشاشة هذا القطاع. إن هيمنة بعض الشركات الكبرى والعوامل الاقتصادية الخارجية أدت إلى تقلبات في السوق، مما يبرز أهمية التنويع والتفاؤل الحذر للمستثمرين في المستقبل.
المصادر: “سي إن بي سي”، و”ماركت ووتش”