تترقب الأسواق إعلان شركة “نايكي” (رمزها في بورصة نيويورك: NKE) لنتائجها المالية للربع الرابع من السنة المالية ٢٠٢٥، والمقرر صدورها يوم الخميس ٢٦ يونيو بعد إغلاق التداولات. ويأتي هذا الإعلان في ظل تحديات متزايدة تواجه الشركة، أبرزها تراجع المبيعات، وضغوط الهوامش، والمنافسة الشديدة، بالإضافة إلى حالة الغموض التي تكتنف مستقبل الرسوم الجمركية.
ورغم المصاعب قصيرة الأجل، تسعى “نايكي” إلى استعادة زخم النمو على المدى الطويل من خلال التركيز على الابتكار، والتحول الرقمي، واستراتيجيات تسعير مرنة ومدروسة.
تقديرات الأرباح والتوقعات
تشير التقديرات إلى أن “نايكي” ستسجل ربحًا قدره ٠٫١٢ دولار للسهم، مقارنة بـ ٠٫٩٩ دولار في نفس الفترة من العام الماضي، بينما يُتوقع أن تبلغ الإيرادات ١٠٫٧١ مليار دولار، بانخفاض سنوي نسبته ١٥٪.
وكانت الشركة قد أبدت حذرًا في مكالمة الأرباح السابقة، محذرة من تأثير الرسوم الجديدة على الواردات من الصين والمكسيك. كما توقعت أن يُظهر هذا الربع ذروة تأثيرات استراتيجيتها “Win Now” التي ترتكز على الابتكار وتبسيط العمليات وخفض التكاليف ⁽١⁾.
تُضاف إلى تلك التحديات عوامل خارجية مثل تغيّرات التشريعات الضريبية، وتقلبات أسعار الصرف، والتوترات الجيوسياسية.
سيناريوهات تحرك السهم
في حال فاقت نتائج الأرباح التوقعات وصدرت معها توجيهات مستقبلية إيجابية، من المرجح أن يشهد سهم “نايكي” ارتفاعًا، خاصة إذا أثبتت الشركة قدرتها على احتواء آثار الرسوم ومشكلات المخزون.
أما إذا جاءت النتائج مخيبة للآمال، فقد يتعرض السهم لضغوط بيعية وسط استمرار تأثير الرسوم الجمركية على الأداء والتوجيهات المستقبلية.
ربع مالي صعب
من المنتظر أن تعكس نتائج الربع الرابع استمرار التحديات التشغيلية، أبرزها تراجع مبيعات منتجات “ستايل الحياة”، وضعف الإيرادات الرقمية، والمشاكل في السوق الصينية وبعض مناطق أوروبا والشرق الأوسط ⁽٢⁾.
ويُتوقع أن تسجل العلامات الكلاسيكية مثل خطوط الرجال والنساء وسلسلة “جوردان” تراجعًا في المبيعات ⁽٣⁾، في حين يُنتظر أن تنخفض الهوامش الإجمالية بنسبة تتراوح بين ٤٪ و٥٪ نتيجة إعادة الهيكلة، وزيادة الخصومات، وتحديات المخزون، وعدم ملاءمة بعض المنتجات. كما يُتوقع أن ترتفع مصاريف التشغيل SG&A بنسبة طفيفة إلى متوسطة، شاملة تكاليف إعادة الهيكلة المسجلة في العام الماضي ⁽٤⁾.
خطوات استراتيجية للتعافي
في مواجهة هذه المصاعب، تعمل “نايكي” على تحسين سلسلة التوريد، وتعزيز كفاءة الخدمات اللوجستية، وتحسين إدارة المخزون والتوزيع، وهو ما قد يخفف من حدة الضغوط.
وأكدت الشركة في تقرير الأرباح السابق أن استراتيجية “Win Now” تهدف إلى احتواء الضغوط قصيرة الأجل مع تمهيد الطريق لنمو مستدام في المستقبل، متوقعة أن يشكل هذا الربع نقطة التحول نحو تحسن هوامش الربح والإيرادات في الأرباع القادمة.
الابتكار والمحافظة على القيمة
تركز “نايكي” في استراتيجيتها الجديدة على الابتكار في المنتجات، وتحديث تشكيلاتها عبر تصاميم ومواد جديدة، مع الحفاظ على حضور قوي للنماذج الكلاسيكية ⁽٥⁾.
وفي المجال الرقمي، تُدمج منصة “Nike Digital” بعمق ضمن استراتيجية السوق، مع تقليص العروض الترويجية لحماية قيمة العلامة التجارية، وتحويل المخزون الزائد إلى متاجر “نايكي فاكتوري” بدلاً من بيعه عبر الإنترنت بخصومات كبيرة ⁽٦⁾.
أما على صعيد التوزيع، فتقوم “نايكي” بتقليص الشحنات المسبقة، وتقديم خصومات أفضل، ودعم المبيعات لتسريع تصريف المخزون القديم، ما يهدف إلى تنظيف البيئة البيعية وتعزيز النمو المستقبلي.
الرسوم الجمركية تحت المجهر
نظرًا لاعتماد “نايكي” على الإنتاج خارج الولايات المتحدة، تبقى عُرضة لتداعيات التجارة الدولية والرسوم الجمركية. وتتوقع الإدارة أن تؤثر الرسوم على واردات الصين والمكسيك سلبًا على نتائج الربع الرابع. غير أن التحسينات في سلسلة التوريد والتسعير قد تحد من تلك الأضرار. وسيتابع المستثمرون عن كثب أي توجيهات بشأن الربع الأول من السنة المالية ٢٠٢٦ ⁽٧⁾.
المعنويات والتوقعات
رغم الحذر الذي يخيّم على معنويات السوق، تملك “نايكي” سجلًا من التفوق على توقعات المحللين في الأرباع الأربعة الماضية. وستكون تعليقات الإدارة بشأن الاستراتيجية، واستقرار السوق الصينية، وتطور البيع المباشر للمستهلك، إضافة إلى توجيهات الربع الأول من ٢٠٢٦، عوامل حاسمة في تحديد الاتجاه المستقبلي للسهم.
