يراقب المستثمرون المنافسة الشرسة بين عملاقين كبيرين: شركتي AMD وإنتل، حيث تسعى كلتاهما للهيمنة على سوق وحدات المعالجة المركزية (CPU) مع التركيز أيضًا على مجال الذكاء الاصطناعي.
تنافست هاتان الشركتان العملاقتان في إنتاج أسرع وحدات معالجة وأكثرها كفاءة لخدمة عملائهما، غير أن لكل شركة نهجًا مختلفًا في سبيل تحقيق هذه الهيمنة.
تركز AMD على تقديم تقنيات عالية الأداء ومبتكرة، فيما تتبنى إنتل استراتيجية أكثر تنوعًا بالتركيز على أعمالها في مجال التصنيع وتأكيد متجدد على الكفاءة، وتقلل تدريجيًا من اعتمادها على الأعمال المرتكزة على الحواسيب الشخصية، وتتجه نحو القطاعات المرتبطة بالبيانات مثل الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة.
أبرز مستجدات الشركات
إنتل
توسع إنتل قدراتها التصنيعية لتعزيز وتسريع استراتيجية IDM 2.0. وتعمل الشركة على إعادة هيكلة لاستعادة حصتها السوقية في قطاع أشباه الموصلات.
ويمكن لمعالجات Xeon 6 الأحدث من إنتل ذات أنوية الأداء (P-Cores) دعم أعباء عمل الذكاء الاصطناعي الضخمة في مختلف القطاعات. تتمتع عائلة Xeon 6 بقدرات رائدة في مجال معالجة الذكاء الاصطناعي، وتوفر أفضل وحدة معالجة مركزية في المجال للذكاء الاصطناعي بأقل تكلفة إجمالية للملكية. ⁽١⁾
من المتوقع أن تستفيد حلول إنتل للذكاء الاصطناعي من خلال خفض التكاليف وتحسين الأداء وتوسيع مجال الذكاء الاصطناعي. وقد تلقت الشركة تمويلًا بقيمة ٧٫٨٦ مليار دولار من وزارة التجارة الأمريكية لمشاريعها التصنيعية بموجب قانون CHIPS and Science الأمريكي.
سيدعم هذا التمويل إنتل في تطوير مشاريع تصنيع وتغليف الشرائح المتقدمة في عدة ولايات أمريكية، مما سيمهد الطريق للابتكار والنمو. ⁽٢⁾
AMD
تركز AMD على الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يعزز مسرّعها الجديد من سلسلة MI300 موقعها في المنافسة في بيئة الذكاء الاصطناعي. يعتمد هذا المسرّع على بنية AMD CDNA 3، ويدعم ذاكرة HBM3 واسعة النطاق، مما يمكّن من تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بكفاءة، كما تستفيد من التوسع القوي في اعتماد المؤسسات وانتشار الخدمات السحابية. ⁽٣⁾
ومن المتوقع أن تعزز قوتها في المعالجات التي تعتمد على تقنية النانومتر موقعها التنافسي في السوق التجارية والخوادم مقابل إنتل.
تستفيد AMD حاليًا من تقنية التصنيع ٧ نانومتر من شركة TSMC التايوانية، مما يتيح لها تسريع طرح شرائحها المتقدمة إلى السوق. كما تجمع تصاميم شرائح AMD Radeon RX 7900 بين عقدتي تصنيع ٥ نانومتر و٦ نانومتر، مع تحسين كل منهما لشرائح محددة في معالجات الرسوميات. ⁽٤⁾
وقد استحوذت AMD على شركة Enosemi، المتخصصة في الدوائر الضوئية المتكاملة، لتوسيع عروضها في مجال أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما استحوذت الشركة على شركة ZT Systems لصناعة الخوادم بقيمة ٤٫٩ مليار دولار في وقت سابق من هذا العام لتوسيع محفظتها من شرائح وأجهزة الذكاء الاصطناعي والتنافس مع شركة إنفيديا الرائدة في هذا المجال. ⁽٥⁾
الأداء المالي
إنتل
تجاوزت أرباح إنتل للربع الأول من عام ٢٠٢٥ توقعات المحللين، مع إصدار توجيهات حذرة وإعلان خطط لخفض النفقات في عام ٢٠٢٥ تحت إدارة المدير التنفيذي ليب بو تان. أعلنت إنتل عن إجراءات لخفض التكاليف، مستهدفةً ١٧ مليار دولار من النفقات التشغيلية (انخفاضًا من ١٧٫٥ مليار دولار)، و١٨ مليار دولار للنفقات الرأسمالية في ٢٠٢٥. كما تم التخطيط لبدء تسريح موظفين يشمل مناصب إدارية اعتبارًا من الربع الثاني من عام ٢٠٢٥. ⁽٦⁾
أظهرت نتائج إنتل للربع الأول من ٢٠٢٥ مرونة، مع تجاوز الإيرادات والأرباح للسهم التوقعات مدعومة بنمو قطاعي التصنيع ومراكز البيانات. ومع ذلك، فإن الخسائر المحاسبية والتوقعات الحذرة للربع الثاني تشير إلى استمرار التحديات. يعكس تذبذب السهم مخاوف المستثمرين بشأن الربحية، والمنافسة في الذكاء الاصطناعي، والتعريفات المحتملة، رغم جهود خفض التكاليف والتقدم الاستراتيجي في تقنيات Intel 18A والحواسيب الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ⁽٧⁾
ارتفع سعر سهم إنتل بنسبة ١٫٦٪ منذ بداية العام، لكنه انخفض بنسبة ٣٣٪ مقارنة بالعام الماضي نتيجة عدة تحديات وخسائر في منتصف عام ٢٠٢٤، مما أدى أيضًا إلى تعليق توزيعات الأرباح.
AMD
تجاوزت أرباح AMD للربع الأول من عام ٢٠٢٥ توقعات المحللين، مدفوعة بالطلب القوي على معالجات EPYC ومسرعات الذكاء الاصطناعي Instinct، مما جعل الشركة لاعبًا رئيسيًا في أسواق الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. نمو الإيرادات بنسبة ٣٦٪ على أساس سنوي وتوسع الهوامش يعكس الكفاءة التشغيلية ومزيج المنتجات الجيد. ⁽٨⁾
ومع ذلك، تواجه الشركة تحديات مثل تراجع قطاع الألعاب وضوابط التصدير. أداء السهم منذ بداية العام منخفض بنسبة ٦٫٥٧٪، رغم أساسياتها القوية، مما يشير إلى تأثر معنويات السوق بالمخاوف الأوسع في قطاع أشباه الموصلات، بما فيها المنافسة والمخاطر التنظيمية.
المصدر: Portfolio Labs. رسم بياني يقارن تحركات أسعار AMD وإنتل منذ بداية العام.
المخاطر
إنتل
يأتي جزء من إيرادات إنتل من الصين، مما يشكل تحديًا في ظل القيود الأمريكية على تصدير الشرائح إلى الصين.
كما أن الشركة متأخرة عن منافسيها مثل إنفيديا وAMD في مجال معالجات الرسوميات والذكاء الاصطناعي.
AMD
تواجه AMD منافسة شديدة من إنتل في سوق الحوسبة التقليدية، ومنافسة أخرى من إنفيديا في سوق معالجات الرسوميات.
توقعات القطاع
قطاع أشباه الموصلات مرشح لمزيد من النمو في ٢٠٢٥، مدفوعًا بالطلب المتزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء. ومن المتوقع أن تصل مبيعات الشرائح عالميًا إلى أكثر من ٧٠٠ مليار دولار. ⁽٩⁾
