أنهت شركة شيفرون الأمريكية عقود الإنتاج والخدمات والتوريد المتعلقة بأنشطتها النفطية في فنزويلا، وقامت بنقل إدارة مشروعها المشترك إلى شريكها المحلي، شركة النفط الحكومية الفنزويلية (PDVSA)، لكنها تخطط للإبقاء على موظفيها المباشرين في البلاد.
وكانت إدارة ترامب قد منحت في السابق ترخيصًا محدودًا لشيفرون، المنتجة الأمريكية للنفط، للإبقاء على أصولها في فنزويلا مع انتهاء الإعفاء الصادر خلال عهد الرئيس بايدن. وتتيح هذه الخطوة لشيفرون الاحتفاظ بحضورها في بلد يمتلك أكبر احتياطات من النفط الخام في العالم، لكنه يخضع لضغوط جيوسياسية ضخمة وعقوبات اقتصادية مشددة. ⁽١⁾
وقد أجرت شيفرون وعدة شركات أوروبية محادثات مع مسؤولين في واشنطن للحصول على ترخيص يسمح لها بالمحافظة على أصولها في فنزويلا، في ظل السياسة التقييدية التي يتبعها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه هذا البلد.
قيود مشددة على شيفرون
بموجب الترخيص الجديد، لن يُسمح لشيفرون بضخ النفط في فنزويلا أو تصديره، أو توسيع عملياتها، وذلك لمنع إبرام أي صفقات محتملة مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وقالت شيفرون في بيان يوم الثلاثاء: “انتهى سريان الرخصة العامة ٤١B، وسيبقى تواجد شيفرون في فنزويلا متوافقًا مع جميع القوانين واللوائح المعمول بها، بما في ذلك إطار العقوبات المحدد من قبل الحكومة الأمريكية”. ⁽٢⁾
وكانت شيفرون قد حاولت التفاوض مع إدارة ترامب لبعض الوقت للسماح لها بالاستمرار في ضخ النفط في فنزويلا، لكن المحادثات انهارت بعد تهديد نواب من فلوريدا بمنع تمرير مشروع إنفاق ترامب ما لم تُجبر شيفرون على الانسحاب. ⁽٣⁾
ويسمح الترخيص الجديد المحدود لشيفرون بالاحتفاظ بالبنية التحتية فقط، دون السماح لها بتصدير النفط أو توسيع العمليات، مما يضع الشركة في وضع تقييدي معتاد.
وفي أعقاب هذه التوجيهات الجديدة، التقى مسؤولو شيفرون مع المتعاقدين وكبار المسؤولين الفنزويليين، بمن فيهم وزيرة النفط ديلسي رودريغيز، لإطلاعهم على الخطوات التالية. ⁽٤⁾
توقف صادرات شيفرون من فنزويلا
في أبريل، ألغت فنزويلا شحنات نفط كانت مخصصة لشيفرون، مشيرة إلى حالة عدم اليقين بشأن المدفوعات المرتبطة بالعقوبات الأمريكية، مما أدى إلى إنهاء تعاملاتها قبل الموعد النهائي في ٢٧ مايو. وكانت شيفرون تُصدّر ما يصل إلى ٢٩٠ ألف برميل يوميًا من النفط الفنزويلي، أي حوالي ربع إنتاج البلاد. ⁽٥⁾
وعلى المستوى العالمي، أنتجت شيفرون ١٫٧٤ مليون برميل من النفط والغاز العام الماضي. ومن أبرز أصولها حوض بيرميان في غرب تكساس ونيومكسيكو، وخليج المكسيك، وكازاخستان. وتشهد الشركة حاليًا منافسة قوية مع إكسون على حقوق أحد أكثر مشروعات النفط جاذبية في العالم في غويانا. ⁽٦⁾
ومن المتوقع أن تستمر شركة (PDVSA)، التي تمتلك أغلبية الأسهم في المشاريع المشتركة، بالإشراف على العمال في حقول النفط. وقد يتم تعليق التعويضات المالية من شركة PDVSA لشيفرون عن موظفي المشاريع المشتركة.
كما تتولى الشركة الحكومية عمليات بيع النفط الخام المنتج من هذه المشاريع، مما قد يؤدي إلى تراكم ديون جديدة على الشريك. وفي مطلع هذا الشهر، بدأت الشركة الحكومية بتصدير الخام الثقيل المنتج من هذه المشاريع المشتركة.
واشنطن تشدد قبضتها على كاراكاس
اتهم ترامب مادورو في فبراير الماضي بالفشل في إحراز تقدم في قضايا عودة المهاجرين والإصلاحات الانتخابية اللازمة لاستعادة الديمقراطية في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، معلنًا حينها أنه سيلغي الترخيص. ⁽٧⁾
تمتلك فنزويلا، العضو في منظمة أوبك، أكبر احتياطات نفطية في العالم، لكن إنتاجها النفطي حاليًا هو جزء بسيط مما كان عليه قبل عقد من الزمن، وذلك بسبب نقص الاستثمارات وسوء الإدارة في شركة PDVSA والعقوبات الأمريكية المفروضة منذ عام ٢٠١٩. ⁽٨⁾