تُعد شركة فورد من أبرز الأسماء في صناعة السيارات، حيث تركز على تقديم مجموعة متنوعة من المركبات، بما في ذلك السيارات التقليدية التي تعمل على البنزين، والهجينة، ومجموعة متزايدة من السيارات الكهربائية. وعلى الرغم من كونها لاعباً رئيسيّياً في هذا المجال، تواجه فورد تحديات كبيرة، خاصة في سوق السيارات الكهربائية التنافسي، إلى جانب التحديات التقليدية في صناعة السيارات.
تراجع التقييمات
أحد العوامل الرئيسية التي أثرت على أداء سهم الشركة هو خفض التقييم من قِبل شركة “جيفريز”. فقد خفّضت الشركة تصنيفها لفورد من “احتفاظ” إلى “أداء دون المستوى”، وخفضت السعر المستهدف من 12 دولارًا إلى 9 دولارات.
يرجع هذا التخفيض إلى عدة أسباب، منها ارتفاع مستويات المخزون في الولايات المتحدة، وغياب الوضوح بشأن استراتيجية فورد للسيارات الكهربائية، والتحديات الهيكلية المستمرة في التكاليف. تؤثر مثل هذه التقييمات بشكل كبير على معنويات المستثمرين وقيمة السهم، خاصة عندما تسلط الضوء على قضايا استراتيجية طويلة الأمد.
إدارة الإنتاج
أحد المجالات البارزة التي تثير قلق فورد هو إدارة المخزون. فعلى الرغم من أرقام المبيعات القوية، وصلت مستويات المخزون في الولايات المتحدة إلى 96 يومًا، وهي أعلى بشكل ملحوظ مقارنة بمنافسيها.
يمكن أن تشير المستويات المرتفعة من المخزون إلى الإنتاج المفرط أو ضعف الطلب المتوقع، وكلاهما يمكن أن يضغط على الربح في المستقبل. يشعر المستثمرون بالقلق بشأن العواقب، حيث يؤدي تراكم المخزون إلى تجميد رأس المال وزيادة احتمال اللجوء إلى الخصومات لتصريف المخزون، مما قد يؤدي إلى تآكل الهوامش.
قررت فورد تعليق إنتاج شاحنة البيك أب الكهربائية “لايتينغ ف-150” من منتصف نوفمبر حتى 6 يناير استجابةً لارتفاع مستويات المخزون وتراجع الطلب. يعكس هذا القرار التحديات التي تواجهها الشركة في التحول إلى السيارات الكهربائية مع الحفاظ على سوق الشاحنات التقليدي.
أرباح الربع الثالث
أعلنت فورد عن إيرادات بلغت 46.2 مليار دولار، في الربع الثالث من عام 2024، بزيادة قدرها 5% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023. ومع ذلك، تراجع صافي الدخل بنسبة 25% على أساس سنوي إلى 900 مليون دولار (22 سنتًا للسهم)، مما خيب آمال المحللين.
سجل قسم السيارات الكهربائية في فورد، خسارة قدرها 1.2 مليار دولار (المصدر: انفستوبيديا) للربع الأخير، مما دفع الشركة إلى خفض توجيه الأرباح التشغيلية المعدلة للعام بأكمله إلى نحو 10 مليارات دولار، بعدما كان التقدير السابق يتراوح بين 10 و12 مليار دولار. يعكس هذا التعديل التحديات التي تواجهها الشركة في سوق السيارات الكهربائية، بما في ذلك زيادة المنافسة وضغوطات التسعير.
خفض الوظائف
أعلنت فورد عن تقليص 4000 وظيفة في أوروبا، بما في ذلك 800 وظيفة في المملكة المتحدة، لمواجهة الخسائر الكبيرة وتباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية. يعكس هذا القرار تعديلات هيكلية أعمق تهدف إلى الحفاظ على الكفاءة في ظل المنافسة المتزايدة في قطاع السيارات الكهربائية.
استراتيجية السيارات الكهربائية
تعرضت استراتيجية فورد للسيارات الكهربائية لانتقادات كبيرة. فعلى الرغم من تسارع تحول الصناعة نحو السيارات الكهربائية، أعرب المستثمرون (المصدر: ماركت واتش) عن قلقهم بشأن افتقار فورد لخطة متماسكة ومنافسة في هذا المجال.
مع تقدم منافسين مثل تسلا وجنرال موتورز في سوق السيارات الكهربائية، يبقى موقف فورد غير واضح. بدون استراتيجية واضحة، تخاطر الشركة بالتأخر في مجال يُعتبر مستقبل صناعة السيارات.
التحليل الفني
المصدر: TradingView
يبدو أن السهم في اتجاه هبوطي قوي مع تحرك السعر تحت مستوى الدعم الرئيسي عند 10.31 دولار، مما يشكل مستويات منخفضة جديدة. كما أن جميع المتوسطات المتحركة الثلاثة أعلى من السعر، مما قد يزيد من الضغط الهبوطي.
إذا استمر الضغط الهبوطي، فقد يواصل السعر اتجاهه الهبوطي أيضا، حيث يراقب المتداولون مستوى 9.45 دولار كمستوى دعم جديد محتمل. وإذا تمكن السعر من الارتداد، قد يسعى المشترون لاستعادة مستويات أعلى من 10.31 دولار، مما قد يؤدي إلى انعكاس الاتجاه.