سوق العمل الأمريكي لا يزال صامداً مع ارتفاع فرص العمل في يناير 

يبدو أن سوق العمل في الولايات المتحدة قد استقر إلى حد ما، حيث أظهرت بيانات فرص العمل لشهر يناير علامات على القوة. وعلى الرغم من مرونة سوق العمل، فإن البيانات الأخيرة كشفت عن إشارات إيجابية، لكنها في الوقت نفسه أثارت مخاوف متزايدة قد تؤثر على سوق العمل الأمريكي وتوجه قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي المقبلة بشأن أسعار الفائدة.  

فرص العمل تتفوق على التوقعات، لكن هناك مؤشرات على التباطؤ 

ارتفعت فرص العمل في يناير إلى 7.74 مليون، وهو رقم تجاوز التوقعات وكان أعلى من تقرير ديسمبر الذي بلغ 7.5 مليون، مما يشير إلى استمرار الطلب القوي على العمال في الولايات المتحدة. ⁽¹⁾  

كما ارتفع عدد التوظيف إلى 5.4 مليون في يناير، في حين بلغ عدد العمال الذين استقالوا بحثًا عن فرص أفضل 3.27 مليون، مما يدل على استمرار ثقة العمال في العثور على وظائف جديدة. أما حالات التسريح فقد انخفضت إلى 1.6 مليون، وهو مستوى يقترب من أدنى مستوياته التاريخية. ⁽²⁾ 

المصدر: ترايدنج إيكونومكس │ مكتب إحصاءات العمل الأمريكي 

على الرغم من صمود سوق العمل، يشير الرسم البياني أعلاه إلى أن فرص العمل المتاحة تبدو في حالة تراجع من عام ٢٠٢٤ حتى الآن مع استمرار الضغوط الاقتصادية الكلية. 

مخاوف متزايدة بشأن الأمن الوظيفي والنمو 

على الرغم من استقرار التوظيف، يشعر الأمريكيون بالقلق إزاء الأمن الوظيفي، حيث تثير المخاوف بشأن ارتفاع معدلات التسريح، والتضخم المرتفع، والتغيرات في السياسة النقدية حالة من الشكوك في سوق العمل. ⁽³⁾  

كما أن الأسواق لا تستبعد احتمال حدوث ركود اقتصادي بسبب التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب، والتي زادت من حالة عدم اليقين وخفضت ثقة المستهلكين والشركات، مما أدى إلى عمليات بيع كبيرة في الأسهم وزيادة المخاوف من فقدان الوظائف.  

بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر بعض سياسات ترامب الأخرى، مثل تسريح الموظفين الفيدراليين وتشديد قوانين الهجرة، على سوق العمل. ⁽⁴⁾  

كيف تفاعلت الأسواق؟ 

قدمت بيانات فرص العمل بعض الأخبار الإيجابية لسوق العمل، على الرغم من علامات التباطؤ التي تلوح في الأفق. جاء تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر فبراير أقل من توقعات السوق عند 151 ألف وظيفة، كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.1٪ خلال نفس الفترة. ⁽⁵⁾  

تفاعلت الأسهم سلبًا مع هذه الأخبار، متأثرة بشكل أكبر بتداعيات التعريفات الجمركية لترامب. من ناحية أخرى، ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني والدولار الكندي، لكنه استقر أمام اليورو والجنيه الإسترليني، حيث ركزت الأسواق على عوامل أخرى، مثل اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا. ⁽⁶⁾  

يُعد تقرير الوظائف مؤشرًا مهمًا على قوة سوق العمل بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، ومن المتوقع أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه يوم الأربعاء 19 مارس، حيث سيكون التركيز الأساسي على التضخم وتأثير سياسات ترامب. ⁽⁷⁾  

المصادر: ⁽¹⁾ ⁽²⁾ ⁽³⁾ ⁽⁴⁾ إنفستوبيديا، ⁽⁵⁾ ⁽⁷⁾ سي إن بي سي، ⁽⁶⁾ رويترز