سجلت أسهم شركة رويال كاريبيان نموًا كبيرًا هذا العام من حيث القيمة في السوق وقيمة المؤسسة، على الرغم من كونها ثاني أكبر شركة سياحية بحرية من حيث الإيرادات وحجم الركاب.
وقد نجحت الشركة في تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في صناعة الرحلات البحرية، حيث أظهرت مرونة ونموًا ملحوظين وسط تعافي قطاع السياحة العالمي.
ومع التطورات الأخيرة التي تشير إلى طلب قوي على خدمات الشركة، جذب أداءها المالي اهتمام المستثمرين والمحللين الماليين على حد سواء. ومع ذلك، ورغم الأداء المالي الواعد للشركة وتوقعاتها المستقبلية، فإن ردود أفعال السوق الأخيرة أظهرت مخاوف حرجة تتعلق بتكاليف التشغيل والأرباح المستقبلية.
أرباح الربع الثالث
خلال الربع الثالث من عام 2024، أعلنت الشركة عن بلغ 5.20 دولارًا، متجاوزاً التوقعات التي كانت 5.05 دولارًا. في نفس الفترة من العام السابق، سجلت الشركة معدل ربح للسهم بقيمة 3.85 دولارًا.
بلغت الإيرادات الفصلية 4.88 مليار دولار، متفوقة على توقعات الإجماع البالغة 4.86 مليار دولار. وفي الربع السابق، سجلت الشركة إيرادات بلغت 4.16 مليار دولار. كما ساهم الطلب المتزايد على الحجوزات في اللحظات الأخيرة (بأسعار أعلى) واستمرار القوة في إيرادات المبيعات داخل الرحلات في دعم النتائج الإيجابية.
وفي الربع الثالث من عام 2024، حققت الشركة إيرادات تذاكر ركاب بقيمة 3.47 مليار دولار، متجاوزة التوقعات البالغة 3.3 مليار دولار، بينما سجلت إيرادات المبيعات الداخلية وغيرها 1.41 مليار دولار، متخطية التوقعات بشكل طفيف. وارتفعت تكاليف تشغيل الرحلات البحرية بنسبة 11.9٪ على أساس سنوي إلى 2.39 مليار دولار، أعلى من التوقعات البالغة 2.29 مليار دولار. كما زادت العائدات الصافية بنسبة 7.9٪ على أساس سنوي، بينما ارتفعت التكاليف الصافية للرحلات (باستثناء الوقود) بنسبة 4٪.
أما في الربع الرابع من عام 2024، تتوقع الشركة أن تتراوح نفقات الاستهلاك والإطفاء بين 410 و420 مليون دولار. كما تتوقع أن تكون نفقات الفوائد الصافية بين 250 و260 مليون دولار. وقدرت الإدارة معدل ربح للسهم بين 1.40 و1.45 دولار.
أبرز التطورات
تستعد مجموعة رويال كاريبيان لإطلاق سفينتها الجديدة *ستار أوف ذا سيز* في أغسطس 2025، وهي سفينة عملاقة تضم منزلقات مائية قياسية، وسبعة مسابح، ومنتزهًا مائيًا ضخمًا. يعكس هذا الإطلاق تركيز الشركة على الابتكار وتحسين تجربة الرحلات البحرية من خلال وسائل راحة حديثة.
المخاطر
تواجه الشركة مخاطر ناجمة عن عوامل خارجية مثل ارتفاع تكاليف الوقود، التغيرات التنظيمية، والأحداث الجيوسياسية، التي قد تزيد من نفقات التشغيل. وإذا لم تتمكن الشركة من تمرير هذه التكاليف إلى العملاء دون تقليل الطلب، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف القوة التسعيرية وهامش الربح.
تعتمد الصحة المالية للشركة بشكل كبير على الحفاظ على قوة التسعير وفجوة إيجابية بين العائدات والتكاليف.
كما أن صناعة الرحلات البحرية شديدة الحساسية للتقلبات الاقتصادية، حيث يمكن للركود العالمي أن يقلل من الإنفاق على السفر، مما يؤدي إلى تراجع الحجوزات وضغوطات على أسعار التذاكر واضطرار الشركة إلى تقديم خصومات للحفاظ على الإشغال.
قد يؤثر عدم الاستقرار الاقتصادي أيضًا على خطط التوسع للشركة، مما يؤدي إلى زيادة الطاقة الاستيعابية بشكل مفرط يضر بدوره بنسبة الربح.
التنافس المتزايد من الشركات الأخرى أو البدائل السياحية قد يمثل تحديًا لقدرة الشركة على الحفاظ على استراتيجيتها التسعيرية. إذا قام المنافسون بتوسيع أساطيلهم أو تقديم خصومات كبيرة، فقد تواجه الشركة ضغوطًا لخفض أسعارها.
تتطلب هذه التحديات الخارجية إلى جانب التكاليف المتزايدة إدارة دقيقة لتجنب التأثير السلبي على الأداء المالي للشركة.
التحليل الفني
المصدر: TradingView
وفقًا للمصدر، تتداول أسهم مجموعة رويال كاريبيان عند أعلى مستوياتها التاريخية ضمن اتجاه صاعد قوي. إذا استمر السهم في هذا الاتجاه، فقد يواجه مقاومة محتملة حول مستوى 260 دولارًا.
يشير مؤشر القوة النسبية إلى أن السهم يتم تداوله في منطقة ذروة الشراء منذ فترة، مع احتمال ظهور تباينات هبوطية قد تغير الاتجاه.
قد يستمر السعر في الاتجاه الصعودي ليواجه مقاومة عند 260 دولارًا، وإذا لم يتمكن السعر من الحفاظ على مكاسبه، فقد يتراجع إلى نقطة المحور حول 230 دولارًا والتي قد تعمل كدعم.
