أطلقت شركة تسلا الأسبوع الماضي خدمتها المرتقبة للـ”روبوتاكسي” في مدينة أوستن، لتنضم إلى قطاع ناشئ في خدمات النقل الذاتي. وتعتمد هذه الخدمة على سيارات تسلا من طراز “موديل واي” المزوّدة ببرنامج القيادة الذاتية الكاملة (FSD)، لتصبح بذلك منافسًا مباشرًا لشركة “وايمو” التابعة لألفابت، بالإضافة إلى شركات أخرى مثل “زوكـس”>
ما هو الروبوتاكسي؟
الروبوتاكسي هو سيارة أجرة بدون سائق تعمل في خدمات النقل عند الطلب، وقد بدأت شركات مثل “وايمو” و”زوكـس” التابعة لأمازون بالهيمنة على هذا القطاع بالفعل.
تستخدم تسلا في خدمتها سيارات من طراز “موديل واي” التي تعتمد على نسخة متقدمة من برنامج القيادة الذاتية الكاملة. وتحتوي هذه السيارات على ثماني كاميرات تعمل كأجهزة استشعار ⁽١⁾.
وتخطط تسلا لإطلاق سيارتين مصممتين خصيصًا لهذه الخدمة: “سايبركاب” (سيدان) و”روبوڤان” (سيارة متعددة المقاعد)، وكلاهما بدون عجلة قيادة أو دواسات، ومن المتوقع طرحهما بحلول عام ٢٠٢٦ ⁽٢⁾.
كيف تعمل خدمة روبوتاكسي من تسلا؟
أتاحت تسلا خدمتها الجديدة لعدد محدود من العملاء في مدينة أوستن، حيث يقع مقر الشركة الرئيسي. وتتوفر الخدمة ضمن منطقة جغرافية محددة حيث أجرت تسلا اختبارات سابقة. ووفقًا لقواعد الركاب المنشورة على موقع تسلا، يجب أن يكون جميع الركاب فوق سن ١٨ عامًا، ولا يجوز أن يتجاوز عددهم شخصين.
وكما تفعل “وايمو” و”زوكـس”، ستقوم تسلا بمراقبة أداء السيارات عن بُعد ومساعدتها في التنقل في الظروف المعقدة. وذكرت تسلا أن السيارات ستكون مزودة بميكروفونات لاستشعار صفارات سيارات الطوارئ ⁽٣⁾.
وتفرض تسلا على ركابها الأوائل رسومًا قدرها ٤٫٢٠ دولارات لكل رحلة، وهو مبلغ بالكاد يغطي راتب الموظف الذي يجلس كمراقب أمان في المقعد الأمامي، إذا ما تقاضى الحد الأدنى للأجور في تكساس البالغ ٧٫٢٥ دولارات في الساعة. وقد أكّد الرئيس التنفيذي إيلون ماسك أن السلامة تظل أولوية ⁽٤⁾.
أهمية الروبوتاكسي بالنسبة لتسلا
ربط ماسك مستقبل تسلا بأداء أعمالها في مجالي الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مشيرًا إلى أن المركبات الذاتية القيادة قد تضيف ما بين ٥ إلى ١٠ تريليونات دولار إلى القيمة السوقية لتسلا، والتي تبلغ حاليًا حوالي ١ تريليون دولار.
وتعاني أعمال تسلا الأساسية في تصنيع السيارات من ضغوط بسبب تراجع المبيعات وسط اشتداد المنافسة، كما واجهت الشركة انتقادات من بعض العملاء نتيجة ارتباط ماسك بالعمل في إدارة ترامب ⁽٥⁾.
المنافسون في سوق الروبوتاكسي
صرّحت “وايمو” بأنها تُجري أكثر من ٢٥٠٬٠٠٠ رحلة مدفوعة أسبوعيًا في مدن سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وفينيكس وأوستن. وعلى الرغم من أن هذا النشاط لا يزال يسجّل خسائر، إلا أن الشركة ترى مسارًا نحو الربحية ⁽٦⁾.
أما “زوكـس”، فهي تتيح خدمتها لموظفيها وضيوفها المدعوين فقط في لاس فيغاس ومنطقة خليج سان فرانسيسكو، وتخطط للتوسع في أوستن وميامي، كما تُجري اختبارات في لوس أنجلوس وسياتل وأتلانتا. ولدى شركات أخرى تصاريح لاختبار التقنية، لكن معظمها لا يُسمح له بنقل الركاب ⁽٧⁾.
المستقبل
أشارت تسلا إلى نيتها توسيع خدمتها قريبًا لتشمل سان فرانسيسكو، لوس أنجلوس وسان أنطونيو. وقال ماسك إنه يتوقع أن تكون هناك مئات الآلاف من سيارات تسلا تسير بشكل مستقل تمامًا على الطرق الأمريكية بحلول نهاية عام ٢٠٢٦.
ويتوقع ماسك أن العديد من هذه السيارات ستكون مملوكة شخصيًا من قبل أفراد يستخدمون أحدث إصدار من برنامج القيادة الذاتية FSD. وقد شبّه خطته بمزيج بين شركتي “إير بي إن بي” و”أوبر”⁽٨⁾.
ومع ذلك، لا تزال تسلا تواجه عقبات تنظيمية، إذ يتم تنظيم المركبات الذاتية القيادة على مستوى الولايات، وأحيانًا على مستوى المدن. وقد دعا ماسك إلى وضع تنظيمات فيدرالية لتسهيل نشر هذه التقنية في كافة أنحاء الولايات المتحدة ⁽٩⁾.