شهدت شركة تيسلا انخفاضًا كبيرًا في مبيعات السيارات الكهربائية خلال شهر أبريل في كل من أوروبا والصين، وسط ضغوط متزايدة من الشركات الصينية المنافسة وتضرر صورة العلامة التجارية بسبب المواقف السياسية لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك.
تراجع المبيعات في أوروبا والصين
أظهرت بيانات رابطة سيارات الركاب الصينية (CPCA) أن مبيعات سيارات تيسلا المصنعة في الصين تراجعت بنسبة ٦٪ على أساس سنوي في أبريل، وهو الانخفاض السابع على التوالي. وبلغت تسليمات طرازي Model 3 وModel Y نحو ٥٨٬٤٦٠ وحدة، بانخفاض قدره ٢٥٫٨٪ مقارنة بشهر مارس.
وفي أوروبا، تراجعت مبيعات تيسلا إلى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات. فقد انخفضت مبيعات السيارات الجديدة في المملكة المتحدة وألمانيا بنسبة ٦٢٪ و٤٦٪ على التوالي مقارنة بالعام الماضي. وتم بيع ٨٨٥ سيارة فقط في ألمانيا خلال أبريل، مما أدى إلى تراجع سنوي بنسبة تزيد عن ٦٠٪. أما في بريطانيا، فتم بيع ٥١٢ سيارة فقط مقارنة بـ١٬٣٥٢ العام الماضي.
وقد فقدت تيسلا حصتها السوقية لصالح منافسين أوروبيين وصينيين، حيث ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا بنسبة ٥٣٫٥٪، بينما شهدت المملكة المتحدة ارتفاعًا بنسبة ٨٫١٪.
ضغط تنافسي من المنافسين الصينيين
تشكّل شركة BYD الصينية تهديدًا مباشرًا لتيسلا، حيث أعلنت عن ارتفاع في مبيعات سيارات الركاب بنسبة ١٩٫٤٪ في أبريل لتصل إلى ٣٧٢٬٦١٥ وحدة. وقد لاقت نماذج “Ocean” و“Dynasty” من BYD، التي تجمع بين السيارات الهجينة والكهربائية، رواجًا متزايدًا.
وخلال معرض السيارات في شنغهاي، تم الكشف عن نماذج كهربائية جديدة بأسعار تنافسية تهدف إلى تقويض مكانة Model Y، الطراز الأكثر مبيعًا لدى تيسلا. كما أدت الأسعار التنافسية والتطورات التقنية لدى الشركات الصينية إلى إضعاف حصة تيسلا السوقية في الصين، أكبر أسواقها خلال الربع الأول من عام ٢٠٢٥.
وفي أوروبا، ارتفعت تسجيلات BYD في بريطانيا بنسبة ٣١١٪ إلى ١٬٤١٩ مركبة في أبريل، بينما سجّلت فولكس فاجن ارتفاعًا في مبيعات السيارات الكهربائية بلغ ١٥٠٬٠٠٠ وحدة، مما يؤكد تنامي جاذبية البدائل لتيسلا.
أزمة الصورة الذهنية بسبب الجدل السياسي
أثارت مواقف إيلون ماسك السياسية، ودعمه لأحزاب يمينية متطرفة في أوروبا وعلاقاته الوطيدة مع الرئيس الأمريكي ترامب، جدلًا واسعًا وأثّرت سلبًا على سمعة تيسلا. وقد اندلعت احتجاجات ضد ماسك في الولايات المتحدة وأوروبا، شملت أعمال تخريب لمحطات الشحن ومعارض البيع التابعة لتيسلا.
وبسبب هذه الخلفية السياسية، بدأ كثير من سائقي السيارات الكهربائية في أوروبا تجاهل تيسلا والتحول إلى علامات تجارية أخرى، مما ساهم في تراجع مبيعات الشركة.
استجابات استراتيجية للتحديات السوقية
تحاول تيسلا استعادة مكانتها من خلال استراتيجيات جديدة. ففي الصين، تعتزم الشركة بدء الإنتاج الضخم لنسخة منخفضة التكلفة من Model Y في شنغهاي عام ٢٠٢٦، بهدف مواجهة المنافسة الصينية.
وعلى الصعيد العالمي، تعمل تيسلا على دخول أسواق جديدة مثل الهند والسعودية، وهي نفس الأسواق التي تستهدفها الشركات الصينية للحد من خسائرها في أوروبا وأمريكا.
أما في أوروبا، فتستعد تيسلا لإطلاق نسخة مجددة من Model Y، مع توقعات ببدء التسليم في يونيو ٢٠٢٥. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر أشهرًا لمعرفة ما إذا كانت هذه التحديثات ستستعيد ثقة العملاء.
كما أعلن ماسك عزمه تقليل تدخله في السياسة الأمريكية والتركيز على قيادة الشركة، في محاولة لمعالجة أزمة تراجع المبيعات والأرباح التي شهدها الربع الأول من عام ٢٠٢٥.
