شهد مؤشر الأسهم الألمانية ارتفاعاً قوياً بعد الانتخابات الأمريكية، مما يعكس المكاسب التي حققتها أسواق الأسهم العالمية. وجاء هذا الزخم الصاعد مدعوماً أيضاً بتقارير الأرباح القوية من الشركات الألمانية، مما ساهم في الحفاظ على الاتجاه الصاعد للمؤشر على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن التعريفات الجمركية الأمريكية المحتملة وضعف الطلب من الصين.
أبرز نتائج أرباح الأسهم
كان سهم “كونتيننتال ايه جي” في الصدارة، مرتفعاً بنسبة 10.62% بعد نتائج الأرباح الإيجابية، كما ارتفعت “أسهم راينميتال ايه جي” بنسبة 3.48% مع زيادة الطلب على أسهم قطاع الدفاع وسط توقعات بأن الاتحاد الأوروبي قد يعزز الإنفاق الدفاعي بعد فوز ترامب.
أما قطاع السيارات فقد شهد جلسة متباينة؛ حيث حققت أسهم “بي ام دبليو” و”فولكس فاجن” مكاسب، بينما تراجعت أسهم “بورش”. وأغلقت أسهم “شركة دايملر للشاحنات” و”مجموعة مرسيدس بنز” الجلسة على مستوى منخفض. ولا تزال المخاوف من التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب على السلع الأوروبية وضعف الطلب من الصين تشكل ضغوطاً على أسهم قطاع السيارات.
أما أسهم “باير” فقد تراجعت بنسبة 8% بعد أن أعلنت الشركة عن مراجعة هبوطية لتوقعات الأرباح السنوية، مساهمة بذلك إلى ضعف الأسواق الزراعية في أمريكا اللاتينية.
البيانات الاقتصادية الألمانية
جاء مؤشر الثقة الاقتصادية في ألمانيا أقل من التوقعات، حيث ارتفع بمقدار 7.4 نقطة مقابل الزيادة المتوقعة بـ 13.2 نقطة. كما ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى 2.4% في أكتوبر، مقارنة بـ 1.8% على أساس سنوي في سبتمبر، مؤكداً بذلك البيانات الأولية.
ورغم أن صانعي السياسات في البنك المركزي الأوروبي قد يشعرون بالقلق من ارتفاع التضخم في أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو إلى ما فوق الهدف البالغ 2%، فمن غير المرجح أن يمنع هذا المزيد من التيسير في السياسة النقدية مع اقتراب نهاية العام.
التوترات السياسية
لا يزال المشهد السياسي في ألمانيا متوتراً مع استعداد المستشار أولاف شولتز لخوض تصويت على الثقة في البرلمان في 16 ديسمبر، بعد انهيار ائتلافه الثلاثي. وقد يمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة ويزيد من حالة عدم اليقين في السوق.
تبقى معنويات المستثمرين حذرة وسط عودة ترامب إلى البيت الأبيض وسياساته المقترحة بشأن التعريفات الجمركية، والتي قد تؤدي إلى تجدد التوترات التجارية.
كما تظل العلاقة بين ألمانيا والصين، شريكها التجاري الأكبر، محورية. إذ أن أي تدهور في هذه العلاقات قد يكون له عواقب وخيمة على الأسهم الصناعية الألمانية والسوق بشكل عام.
التحليل الفني
المصدر: TradingView
وصل مؤشر الأسهم الألمانية إلى أعلى مستوى له عند 19,630 في 29 أكتوبر قبل أن يتراجع ليجد دعماً حول مستوى 19,000 الذي يقع مياشرةً أسفل خط المحور. بعد ذلك ارتفعت الأسعار لتصل إلى مستوى المقاومة عند 19,540 قبل أن تتراجع مرة أخرى لتتداول بالقرب من المحور عند 19,220.
إذا تمكن المشترون من استعادة السيطرة، فقد يتمكن المؤشر من البقاء فوق مستوى خط المحور وربما اختراق المقاومة، مما قد يمهد الطريق للوصول إلى مستويات عالية جديدة. أما إذا منع الضغط الهبوطي السعر من استعادة مستوى المقاومة أو البقاء فوق المحور، فقد يتشكل مستوى دعم حول 18,760 في حال حدوث تراجعات إضافية.