يواصل زوج اليورو/الجنيه الإسترليني مساره الهابط، ملامسًا أدنى مستوياته منذ عامين، دون وجود أي مؤشرات أساسية تدعم حدوث انعكاس في الاتجاه. من المتوقع أن يتأثر اقتصاد منطقة اليورو بشكل كبير بالرسوم الجمركية الأمريكية، في ظل ضعف النمو وعدم الاستقرار السياسي في ألمانيا.
البيانات الاقتصادية
يعود سبب تتراجع قيمة اليورو لمخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الأوروبية، والنمو الضعيف، وعدم الاستقرار السياسي في ألمانيا. وقد انعكست هذه المخاوف بشكل أكبر في البيانات الأخيرة لمؤشر الثقة الاقتصادية لكل من منطقة اليورو وألمانيا، التي صدرت يوم الثلاثاء.
ورغم أن صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي قد يشعرون بالقلق من ارتفاع التضخم ليتجاوز هدف 2% في ألمانيا، فمن غير المحتمل أن تمنع هذه المخاوف بشأن التضخم البنك من اتخاذ مزيد من التدابير التيسيرية النقدية مع اقتراب نهاية العام.
المشهد السياسي
في أعقاب فوز ترامب في الانتخابات الأخيرة، يقوم المستثمرون بتقييم التأثيرات المحتملة للرسوم الجمركية المقترحة. قد تصل هذه الرسوم إلى فرض ضريبة تتراوح بين 10-20% على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وما يصل إلى 60% على السلع الصينية.
من شأن هذه التدابير أن تزيد من الضغط على الاقتصاد الأوروبي الهش، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الصين، مثل أزمة العقارات وتراجع الأسهم وانخفاض قيمة اليوان.
ومن الممكن أن يكون لهذا الانكماش في اقتصاد الصين، أحد أكبر الشركاء التجاريين لأوروبا، تأثير كبير على منطقة اليورو، وخاصة على ألمانيا.
وفي ألمانيا، يزداد الضغط نتيجة عدم الاستقرار السياسي. فقد أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز نيته في الدعوة لإجراء تصويت على الثقة في 16ديسمبر، مما قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة وتغييرات سياسية محتملة كبيرة في العام المقبل. هذا الاضطراب السياسي يثقل كاهل الأصول عالية المخاطر واليورو.
أسعار الفائدة
من المتوقع أن تظل أسعار الفائدة في المملكة المتحدة أعلى من نظيرتها في منطقة اليورو، حيث يُتوقع أن يبقى النمو في المملكة المتحدة إيجابيًا نسبيًا. قد يدعم هذا التفاوت في أسعار الفائدة الجنيه الإسترليني، بينما تتسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة في منطقة اليورو في زيادة التقلبات لزوج اليورو/الجنيه الإسترليني.
التحليل الفني
المصدر: TradingView
لا يزال السعر تحت سيطرة الاتجاه الهبوطي، حيث يتداول باستمرار أسفل خط المحور ويشكل سلسلة من القمم المرتفعة والمنخفضة، مع زيادة الضغط الهبوطي بفعل المتوسط المتحرك الأسي لـ 100 يوم.
وبعد كسره لمستوى الدعم عند 0.83381 في 30 أكتوبر، حاول السعر القيام بارتداد لكنه افتقر للزخم لعكس الاتجاه الهابط. وقد ارتد إلى مستوى المقاومة الذي كان سابقًا دعمًا، قبل أن يصل إلى القاع عند 0.82700.
إذا فشل زوج العملات في اختراق هذه المقاومة، فقد يستمر الاتجاه الهابط. ومع ذلك، في حال تمكن السعر من اختراق مستوى المقاومة واكتساب الزخم، فقد يشير ذلك إلى حركة نحو خط المحور. في هذه الحالة، قد يشير اختراق القمة الأخيرة عند 0.84360 إلى المزيد من الالمحاولات صعودية.