يتعرض سعر الذهب لضغوط بيع مستمرة، نتيجة تأثير ما يُعرف بـ “تجارة ترامب”. فالتفاؤل بارتفاع النمو الاقتصادي الأمريكي عزز الدولار الأمريكي ليصل إلى مستويات قياسية جديدة منذ بداية العام، بينما أدت العائدات المتزايدة للسندات الأمريكية إلى تحويل الاهتمام بعيداً عن الذهب.
وقد تدفع مخاوف التضخم الناتجة عن التعريفات الجمركية المقترحة من ترامب بنك الاحتياطي الفيدرالي لإعادة النظر في مسار خفض أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى إيقاف دورة التيسير بشكل مؤقت.
أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر، الصادر يوم الأربعاء، تقدماً أبطأ من المتوقع في الحد من التضخم، مما قد يقلل من فرص خفض أسعار الفائدة في عام 2024. ولا تزال العائدات المرتفعة للسندات الأمريكية تعزز هذا الاتجاه، محولة التدفقات بعيداً عن الذهب.
وعلى الرغم من إشارات الفيدرالي الداعمة لسياسات تيسيرية، إلا أن المسؤولين ما زالوا حذرين بشأن مسار التضخم، مما يشير إلى اتباع نهج حذر في الأشهر القادمة. ومع ذلك، أشارت تعليقات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مؤخراً إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر.
حيث ارتفعت توقعات السوق لهذه الخطوة إلى 83٪ وفقاً لأداة “فد واتش” التابعة لمجموعة “سي ام إي”، بعد أن كانت 63٪ قبل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين.
ومع ذلك، يجد مشترو الذهب صعوبة في الاستفادة من هذه الإشارات التيسيرية، حيث يستمر الدولار الأمريكي القوي، المدعوم بالتفاؤل حول سياسات ترامب، في التأثير سلباً على الطلب على المعدن الثمين.
نتيجة لذلك، يبقى الذهب تحت الضغط، ويعمل الدولار الأمريكي القوي كرياح معاكسة رئيسية.
التحليل الفني
المصدر: TradingView
يبدو أن زوج الذهب/الدولار الأمريكي ما زال تحت سيطرة الاتجاه الهبوطي، حيث أغلق دون مستوى 2600 دولار يوم الأربعاء. ويظهر مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوماً في اتجاه هبوطي ويقترب من منطقة ذروة البيع، حيث انخفض حالياً إلى ما دون مستوى 40.
وقد لامس السعر مؤخراً مستوى 2550 دولاراً الذي تم تسجيله في 18 سبتمبر، وهو مستوى يراقبه المتداولون الآن كدعم محتمل. في حال زاد الاهتمام بالشراء عند هذا المستوى، قد نشهد محاولة لاستعادة مستويات أعلى.
أما في السيناريو البديل، إذا لم يتحقق زخم الشراء، قد يظهر دعم آخر عند مستوى 2526 دولاراً. وإذا تم كسر هذا المستوى بشكل واضح، فقد يستمر الاتجاه الهبوطي في التمدد.