تراجعت أسهم شركة تسلا بشكل حاد وسط عاصفة في الأسواق أشعلها الخلاف العلني بين الرئيس التنفيذي إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقد اندلع الخلاف بعد إقرار مشروع قانون إنفاق حكومي جديد، مما زاد من تقلبات السوق وأثار المخاوف بشأن مستقبل شركة تسلا التي تعاني بالفعل من تراجع في المبيعات العالمية وإلغاء الحوافز الضريبية الخاصة بالسيارات الكهربائية.
ماذا حدث بين ماسك وترامب؟
بدأ الخلاف بين إيلون ماسك ودونالد ترامب على خلفية قانون إنفاق مررته الإدارة الأمريكية، أدى إلى إلغاء الإعفاءات الضريبية التي كانت تُمنح لمشتري السيارات الكهربائية، ما ساهم سابقًا في تقليل تكلفة اقتناء هذه المركبات. وتعتمد تسلا على هذه الإعفاءات بشكل كبير لتحقيق الأرباح.
تضمّن القانون أيضًا فرض رسوم سنوية قدرها ٢٥٠ دولارًا على سائقي السيارات الكهربائية، وإلغاء الحوافز الضريبية للطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية. ⁽١⁾
ترامب صرّح أن ماسك لم يكن راضيًا عن القانون، ملمّحًا إلى نهاية العلاقة بينهما، حيث قال: “كانت بيني وبين إيلون علاقة ممتازة… لا أعلم إن كانت ستستمر”.
ورد ماسك على منصة “إكس” قائلًا: “لولاي، لكان ترامب خسر الانتخابات”، واصفًا القانون بأنه “عارٌ مقرف”، وهدّد بتمويل حملات أولية ضد المشرعين الذين أيدوه. ⁽٢⁾
تسلا تخسر ١٥٢ مليار دولار من قيمتها السوقية
عقب التراشق الإلكتروني مباشرة، تراجعت أسهم تسلا بنسبة ١٤٪، مما أدى إلى محو ١٥٢ مليار دولار من قيمتها السوقية، وهو أكبر انخفاض في يوم واحد في تاريخ الشركة.
وقد تراجعت الشركة بذلك من نادي التريليون دولار إلى قيمة سوقية تبلغ حاليًا ٩١٦ مليار دولار.
ويعود جزء من هذا الانخفاض إلى تهديد ترامب بإلغاء العقود الحكومية مع شركات ماسك، بما في ذلك تسلا وسبيس إكس. واعتبارًا من وقت كتابة التقرير، فإن سهم تسلا منخفض بنسبة ٢٤٪ منذ بداية العام مقارنة بأعلى مستوى له في يناير عند ٤٢٣ دولارًا. ⁽٣⁾
تحذير ترامب
في مقابلة مع شبكة NBC الإخبارية يوم السبت، حذّر ترامب من “عواقب وخيمة” إذا قام ماسك بتمويل مرشحين ديمقراطيين لمعارضة الجمهوريين المؤيدين لمشروع القانون.
ورغم أن ترامب لم يحدد طبيعة هذه العواقب، إلا أنه أكد أن العلاقة بينه وبين ماسك قد انتهت، مما يزيد من الضغوط على تسلا وسط تحدياتها الحالية. ⁽٤⁾
تراجع مبيعات تسلا وتزايد المنافسة
بعيدًا عن الخلاف السياسي، تواجه تسلا صعوبات تشغيلية متزايدة، حيث تراجعت مبيعاتها في الأسواق الأوروبية الرئيسية، وانخفضت سمعتها في السوق الأمريكية.
كما تتعرض الشركة لضغوط لإطلاق خدمتها المتأخرة للتاكسي الذاتي في أوستن، تكساس، خلال هذا الشهر. لكن تسلا تواجه منافسة قوية من شركة Waymo، التي تدير بالفعل خدمة روبوتاكسي تجارية في السوق ذاته بالتعاون مع أوبر.
أما شركة BYD الصينية، المنافس الأقوى، فقد تجاوزت تسلا على الصعيد العالمي. ⁽٥⁾
سجلت BYD أكثر من ٣٬٠٠٠ مركبة في المملكة المتحدة خلال شهر مايو، متفوقة على تسلا، وهي تقترب بسرعة من تحقيق مبيعاتها السنوية المستهدفة. ومع إطلاق سيارة كهربائية بأسعار معقولة، يُتوقع أن توسع الشركة من حصتها السوقية هذا العام. ⁽٦⁾
وفقًا لـ Investor’s Business Daily، BYD تتفوق الآن على تسلا من حيث عدد السيارات الكهربائية المباعة والإيرادات وصافي الدخل.

المصدر: Investor’s Business Daily
مخطط مقارنة بين مبيعات السيارات الكهربائية لكل من تسلا وBYD
تنتج BYD مجموعة واسعة من السيارات الكهربائية عبر جميع الفئات السعرية، وطرحت نماذج جديدة وخطوات تكنولوجية متقدمة في الأشهر الأخيرة، كما سجلت مبيعات قوية خارج الولايات المتحدة.
الخلاصة
الخلاف بين ماسك وترامب، إلى جانب الأداء الضعيف وتراجع موقع تسلا في السوق، كلها عوامل زادت من الضغط على الشركة.
سيكون على الشركة مواجهة التحديات المالية والتشغيلية والسياسية إذا ما أرادت استعادة ثقة المستثمرين واسترجاع مكانتها القيادية في قطاع السيارات الكهربائية.
ومع وصول علاقة ماسك بالإدارة الأمريكية إلى نهاية عدائية مفاجئة، يواجه مستقبل تسلا حالة من الغموض.