واصلت أسعار النفط تراجعها للجلسة الثانية على التوالي، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وقد خفف هذا الاتفاق من المخاوف المتعلقة بانقطاع إمدادات النفط من الشرق الأوسط، بعد أن اتفقت الأطراف أخيرًا على خفض التصعيد، منهيةً حربًا استمرت ١٢ يومًا.
أسعار النفط تهبط لأدنى مستوياتها في أسبوعين
انهارت أسعار النفط عقب إعلان وقف إطلاق النار، حيث تراجع خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من ٪١١، في حين هبط خام برنت بنسبة ٪١٠٫٥، مواصلَين الخسائر التي بدآها في الجلسة السابقة. وكان الانخفاض قد بدأ عقب هجوم صاروخي من إيران على قاعدة أمريكية في قطر لم يُسفر عن أي إصابات، ما عزز آمال المستثمرين في إمكانية التوصل إلى حل لخفض التصعيد. ⁽١⁾
شهدت أسواق النفط تقلبات عنيفة بسبب الأزمة الأخيرة في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من تعطّل الإمدادات من المنطقة، التي تنتج نحو ثلث النفط الخام العالمي. وارتفعت الأسعار بشكل حاد ثم تراجعت، مع حرص كل من إسرائيل وإيران والولايات المتحدة على تجنب استهداف البنية التحتية النفطية، واستمرار حركة السفن عبر مضيق هرمز مع حدوث اضطرابات طفيفة فقط. ⁽٢⁾
تراجع المخاوف بشأن مضيق هرمز
ساهم إعلان وقف إطلاق النار في تهدئة المخاوف المتعلقة بمضيق هرمز بعد تهديدات إيرانية بإغلاقه. ويمر عبر هذا المضيق نحو ٪٢٠ من إمدادات النفط العالمي، أي ما يقارب ٢٠ مليون برميل يوميًا. ⁽٣⁾
تعتمد كبرى الدول المصدرة في منظمة أوبك، مثل المملكة العربية السعودية، إيران، الإمارات، الكويت، والعراق، على هذا الممر البحري بشكل كبير لتصدير نفطها، خصوصًا إلى الأسواق الآسيوية، التي تُعد الزبون الرئيس. كما تُصدّر قطر، إحدى أكبر الدول المُنتجة للغاز الطبيعي المسال في العالم، معظم شحناتها عبر المضيق. ⁽٤⁾
وقد حذر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إيران من محاولة إغلاق المضيق، معتبرًا أن ذلك سيكون بمثابة “انتحار اقتصادي” للجمهورية الإسلامية، نظرًا لأن صادراتها تمر عبره. ⁽٥⁾
أنتجت إيران ٣٫٣ مليون برميل يوميًا في مايو، وفقًا لتقرير سوق النفط الشهري الصادر عن أوبك في يونيو، والذي يستند إلى مصادر تحليل مستقلة. وصدّرت ١٫٨٤ مليون برميل يوميًا الشهر الماضي، ذهب معظمها إلى الصين. ⁽٦⁾
ردود فعل الأسواق
أدى نبأ وقف إطلاق النار إلى ارتفاع أسواق الأسهم العالمية وتراجع كل من الدولار الأمريكي وأسعار النفط. فقد ارتفع مؤشر “نيكي ٢٢٥” بنسبة ٪٠٫٦، وقفزت الأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوياتها في أسبوع. وانخفض الذهب بأكثر من ٪١ مع تراجع الطلب على الملاذات الآمنة، بينما ارتفعت عملات المخاطرة مثل اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي. وأشار وزير الطاقة، كريس رايت، إلى أن استراتيجية ترامب في “التصعيد من أجل خفض التصعيد” يبدو أنها نجحت في تهدئة الأسواق.
نظرة مستقبلية
ساهم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في تهدئة التوترات في الشرق الأوسط، ما أدى إلى انخفاض أسعار النفط وارتفاع أسواق الأسهم. كما ساعد تفادي إغلاق مضيق هرمز في تهدئة المخاوف بشأن تعطل الإمدادات. وحتى الآن، يتفاؤل السوق بأن الأسوأ قد انقضى، لكن يبقى الوضع هشًا وغير مستقر.
