بعد خسائر كبيرة في سوق الأسهم، تعافت أسهم شركة آبل يوم أمس من تراجع حاد سببه الرئيسي قرارات الرئيس ترامب بشأن الرسوم الجمركية. قبل هذا الانتعاش، كانت أسهم الشركة قد تراجعت بنحو 19%، مما أدى إلى خسارة أكثر من 638 مليار دولار من قيمتها في السوق.
لماذا تأثرت أسهم آبل بشكل خاص؟ كان المستثمرون في حالة قلق شديد، لأن آبل تعتمد بشكل كبير على الصين ودول آسيوية أخرى خاضعة لرسوم جمركية ضخمة في عملية الإنتاج.

سعر سهم آبل. المصدر: ترايدنج فيو
مشكلة آبل مع الرسوم الجمركية
تعتمد آبل بشكل كبير على الصين في تصنيع منتجاتها، وهي الآن تواجه تحديات بسبب قرار الرئيس ترامب بزيادة الرسوم على الواردات الصينية إلى 125%.
وبما أن معظم منتجات آبل، خاصة هواتف آيفون، يتم تجميعها في الصين، فإن تكاليف الإنتاج قد ترتفع، مما قد يؤدي إلى انخفاض في الأرباح وربما إلى رفع الأسعار على المستهلكين. ⁽¹⁾
بالمقابل ردّت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 84% على السلع الأميركية. قد يؤثر هذا القرار سلباً على مبيعات آبل في الصين، أحد أكبر أسواقها، حيث يُعدّ الطلب على الأجهزة الفاخرة مهم جداً لإيرادات الشركة.
ورغم أن ترامب أعلن عن توقف مؤقت لمدة 90 يوماً على الرسوم الجمركية مع بعض الشركاء التجاريين، إلا أن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يضع آبل في موقف صعب، دون وضوح فوري حول كيفية التكيف مع الوضع أو تسعير منتجاتها.
ردة فعل السوق
تراجعت أسهم آبل بنسبة 19% منذ إعلان الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي، وهو أسوأ أداء منذ عام 2001. ومع خسارة بلغت 637 مليار دولار في قيمة السوق، أصبحت الأسهم شديدة التقلّب.
ومع ذلك، بعد إعلان ترامب بالأمس عن وقف مؤقت لمعظم الرسوم، ارتفعت أسهم آبل بنسبة 15%، ما أعاد الأمل بأن الشركة قد تُستثنى من هذه الرسوم. ⁽²⁾
تصريح ترامب بشأن الرسوم الجمركية
كتب الرئيس ترامب على موقعه الاجتماعي تروث سوشيال بعد ظهر الأربعاء أنه سيعلّق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على معظم الدول التي كانت رسومها أعلى من 10%، وذلك بشكل فوري باستثناء الصين تحديداً. ⁽³⁾
في الوقت نفسه، أعلن ترامب أنه رفع معدل الرسوم على الصين إلى 125% مع استمرار التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. هذا يعني أن السلع القادمة من الصين إلى الولايات المتحدة ستصبح أكثر تكلفة مما كان متوقعاً. ⁽⁴⁾
تقوم آبل بتصنيع معظم هواتف آيفون في الصين عبر شركة فوكسكون المُصنّع الحصري بموجب القانون. وإذا تم تطبيق هذه الرسوم المرتفعة، فإن أسعار المنتجات مثل آيفون وماك بوك قد ترتفع بشكل كبير. ⁽⁵⁾
زيادة في الأسعار أم تراجع في الأرباح؟
يشير المحلّلون إلى أن لدى آبل خيارين في حال تطبيق هذه الرسوم الجمركية، الأول رفع الأسعار والثاني تقليص الأرباح. ووفقاً للتقديرات، قد يرتفع سعر هاتف آيفون الأغلى ثمناً، والذي يبلغ حالياً 1,199 دولاراً، بمقدار 350 دولاراً – أي حوالي 30% – إذا قامت آبل بتحميل التكاليف على المستهلكين.
ويتوقع تيم لونغ من باركليز أن تقوم آبل برفع الأسعار، ولكن في حال لم تفعل، فقد تنخفض أرباح السهم بنسبة تصل إلى 15%. قد تحاول الشركة تعديل سلسلة التوريد وتحويل الإنتاج إلى دول ذات رسوم أقل، لكن هذا احتمال ضعيف في ظل خطط ترامب الشاملة. ⁽⁶⁾
ماذا بعد؟
حتى الآن، لم يقم أحد بتخفيض توقعات أرباح آبل لعام 2025. لكن ذلك قد يتغير بعد تقرير أرباحها في الأول من مايو.
إذا عادت الرسوم الجمركية الكبيرة مرة أخرى، فقد يتم تخفيض توقعات أرباح آبل بسبب تأثير الحرب التجارية، مما قد يعيد التقلبات القوية إلى سهم الشركة مرة أخرى.