أظهرت انتخابات 2025 الفيدرالية الألمانية، التي جرت في 23 فبراير، أن ألمانيا شهدت نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي في البلاد، مع تأثير نتائج الانتخابات على السياسة والأسواق المالية.
جاءت هذه الانتخابات بعد انهيار الحكومة الائتلافية في ألمانيا عقب إقالة المستشار أولاف شولتز لوزير المالية كريستيان ليندر في 6 نوفمبر 2024.
نتائج الانتخابات
شهدت الانتخابات أيضًا مكاسب غير مسبوقة لليمين المتطرف في ألماني، بينما تكبد الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم هزيمة كبيرة.
من المتوقع أن يكون لنتيجة الانتخابات آثار طويلة المدى على السياسات الداخلية لألمانيا ودورها في الاتحاد الأوروبي. ⁽¹⁾
تمكن الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، بقيادة فريدريش ميرز، من الحفاظ على 28.6% من الأصوات، مما يشير إلى أن الحزب حافظ على موقعه القوي في الانتخابات مما يتيح لميرز الفرصة بأن يصبح المستشار الألماني المقبل. ⁽²⁾
احتلت اليمين المتطرف الألماني المرتبة الثانية بنسبة 20.4% من الأصوات، مما أدى إلى زيادة حضور الحزب في البوندستاغ، حيث حصل على 149 مقعدًا. وهذه هي أعلى نسبة دعم يحصل عليها الحزب، مما يعكس تزايد الاستياء العام من الأحزاب السياسية الرئيسية. ⁽³⁾
تكبد الحزب الديمقراطي الاجتماعي، بقيادة المستشار أولاف شولتز، خسارة فادحة، حيث حصل على 16.3% فقط من الأصوات، وهو انخفاض كبير مقارنة بالانتخابات السابقة. ⁽⁴⁾
المصدر: ستاتيستا
يوضح الرسم البياني أعلاه عدد المقاعد التي فاز بها كل حزب.
انتقد المسؤولون الأوروبيون غياب القيادة في ألمانيا قبل الانتخابات. يأمل الاتحاد الأوروبي أن يلعب فريدريش ميرز دورًا مهمًا في حل القضايا مثل زيادة الإنفاق الدفاعي ودعم أوكرانيا من خلال المحادثات المستمرة بين الولايات المتحدة وروسيا. ⁽⁵⁾
أثر الانتخابات على الأسواق المالية
استجابت الأسواق المالية بشكل قوي لنتائج الانتخابات. فقد تعزز اليورو ومؤشر داكس الألماني بشكل كبير. لقد ارتفع اليورو يوم الاثنين، 24فبراير، ليصل إلى أعلى مستوى له في شهرين فوق 1.05، في حين افتتحت الأسهم الألمانية في منطقة إيجابية حيث ظل السوق متفائلًا بأن النتيجة ستؤدي إلى إصلاحات اقتصادية وتغيرات في أكبر اقتصاد في أوروبا.
كان رد فعل اليورو الإيجابي نتيجة لصعود اليمين المتطرف الألماني ، وهو أمر كان متوقعاً. كما تم النظر إلى حكومة الائتلاف الحزبي كحكومة أكثر استقرارًا. قد تؤدي المحادثات الائتلافية إلى تقلبات في زوج اليورو/الدولار الأمريكي، خاصة فيما يتعلق بقواعد الديون. وقد يظل زوج العملات عرضة للتقلبات بسبب التعريفات الجمركية الأمريكية ومحادثات السلام بين الولايات المتحدة وروسيا. ⁽⁶⁾
افتتحت الأسهم الألمانية بشكل إيجابي في يوم الاثنين، 24 فبراير، على أمل خلق بيئة مشجعة للأسواق من الحكومة الجديدة. من المتوقع أن يركز الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ على السياسات المالية المستقرة، والضرائب المنخفضة على الشركات، وبيئة تنظيمية بسيطة. تم تصميم هذه السياسات لتعزيز ثقة المستثمرين عن طريق تقليل الغموض في ألمانيا وتشجيع الاستثمارات العالية. ⁽⁷⁾
حققت أسهم مثل بي ام دابليو، وراين ميتال، ودوتش بنك، وكونتيننتال مكاسب ملحوظة مع استمرار الإنفاق على البنية التحتية والدفاع وتخفيف التشدد في القوانين.
ومع ذلك، قد تؤثر نتيجة الانتخابات على معنويات السوق من خلال تحديد استقرار الحكومة الجديدة واتجاه سياساتها.
إذا كافح الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ واليمين المتطرف الألماني لتشكيل ائتلاف مستقر، قد يؤدي ذلك إلى تحديات اقتصادية ويؤثر على ثقة المستثمرين، مما يؤدي إلى تقلبات في الأسواق الألمانية. قد تستغرق المحادثات الائتلافية أسابيع أو أشهراً لتتم تسويتها. ⁽⁸⁾
الأفكار الختامية
تمثل نتيجة الانتخابات الألمانية بداية عصر سياسي جديد لألمانيا. ستكون الأسابيع القادمة حاسمة حيث ستجري المحادثات الائتلافية بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ واليمين المتطرف الألماني، مما سيشكل مستقبل ألمانيا الاقتصادي. يجب على المتداولين متابعة التحديثات من المحادثات الائتلافية عن كثب، حيث يمكن أن تؤدي التطورات الجديدة إلى تقلبات في الأسهم الألمانية واليورو.
