شهد سهم شركة بوينغ تقلبات كبيرة خلال العام، نتيجة لمجموعة من التحديات التشغيلية، والنزاعات العمالية، والمخاوف العامة في الأسواق.
تراجع سعر سهم الشركة بنحو 39% في عام 2024، حيث واجهت الشركة العملاقة في صناعة الطيران مشاكل متعددة، من بينها تأخير في الإنتاج، مخاوف تتعلق بالسلامة، وإضراب عمالي أثر بشكل كبير على إنتاج الطائرات مؤقتاً.
التحديات
تواجه شركة الطائرات الأمريكية الكبرى تحديات مستمرة، أبرزها مشاكل مراقبة الجودة المتعلقة بطراز الطائرة 787، مما تطلب إعادة العمل على نماذج معينة. فضلاً عن التباطؤ في معدل إنتاج طراز 737 نتيجة عمليات التفتيش الإضافية عقب حادثة طيران ألاسكا في بداية هذا العام.
وتسبب الإضراب العمالي الأخير الذي استمر لمدة سبعة أسابيع وانتهى في 4 نوفمبر 2024، في توقف إنتاج بعض البرامج الرئيسية للطائرات، سواء التجارية أو الدفاعية، مما شكل ضربة كبيرة للأداء التشغيلي لشركة بوينغ.
انعكست هذه التحديات على نتائج الربع الثالث، حيث تأثرت إيرادات وأرباح بوينغ بشكل ملحوظ. أدى ذلك إلى فقدان المستثمرين الثقة في السهم، وهو ما انعكس بوضوح على أدائه الأخير.
كما أعلنت الشركة عن تسريح أكثر من 100 موظف في فلوريدا بدءًا من يناير 2025، في خطوة تهدف إلى خفض التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية.
آمال التعافي
على الرغم من الانتكاسات، تمكنت بوينغ من تأمين طلبات جديدة عززت موقفها المالي. على وجه الخصوص، حصلت الشركة على عقد حكومي مهم، مما يشير إلى استمرار الطلب القوي على منتجاتها، خاصة في قطاعي الدفاع والطيران.
أعلنت الشركة مؤخرًا عن تلقي طلب بقيمة 135 مليون دولار من الجيش الأمريكي لتزويده بثلاث طائرات مروحية إضافية من طراز “CH-47F Block II Chinook”.
يستمر الطلب المتزايد من الحكومات والمنظمات العسكرية في التخفيف من تأثيرات التحديات في القطاع التجاري وإضافة أجواء من الاستقرار لإيرادات الشركة.
كما تظهر آفاق النمو لقسمي الخدمات والدفاع في بوينغ بوادر قوية. الطلب على خدمات صيانة الطائرات يتزايد بفضل ارتفاع السفر الجوي، حيث بلغ حجم الطلبات المتراكمة في نهاية الربع الثالث من 2024 نحو 20.45 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، تغذي التوترات الجيوسياسية الطلب على منتجات بوينغ الدفاعية، بما في ذلك المقاتلات والصواريخ، مما يدعم النمو في هذا القطاع.
ومع ذلك، لا تزال وحدة الطائرات التجارية تواجه تحديات كبيرة، خاصة بسبب تأثيرات الإضراب العمالي الأخير. هذه الوحدة، التي تمثل حوالي 44% من إجمالي إيرادات بوينغ، من المتوقع أن يتراجع أداؤها على المدى القريب، مما قد يؤثر على النتائج المالية للشركة في الربعين المقبلين.
التحليل الفني
المصدر: TradingView
ارتد سهم بوينغ بعد أن سجل أدنى مستوى له في 14 نوفمبر عند 138 دولارًا. شكل السعر قمة مزدوجة عند مستوى 160 دولارًا مع المستوى الذي حققه في 23 أكتوبر.
ثم تحرك السهم فوق المتوسطين المتحركين 15 و65، لكنه لا يزال أدنى من المتوسط المتحرك 200، مما يشير إلى احتمال استمرار الاتجاه الهبوطي. يعكس مؤشر القوة النسبية زخمًا هبوطيًا قريبًا من منطقة ذروة الشراء.
إذا فشل السعر في التحرك فوق مستوى المقاومة، فقد يستهدف المتداولون مستوى 154 دولارًا كهدف محتمل.
في حال تمكن السعر من كسر المقاومة والارتفاع، فقد يشير ذلك إلى بداية اتجاه صعودي جديد يتجاوز مستوى 160 دولارًا ويؤكد الزخم بتحركه فوق المتوسط المتحرك 200.