شهد الذهب تراجعًا كبيرًا الأسبوع الماضي. حيث انخفض المعدن الثمين بنسبة 3% بسبب عوامل رئيسية تؤثر على الأسواق العالمية، بما في ذلك محادثات السلام المستمرة بشأن الحرب في أوكرانيا، ورسوم ترامب الجمركية، والسياسة المتشددة من الاحتياطي الفيدرالي.
محادثات السلام في أوكرانيا
تعرض الذهب لضغوط منذ بدء محادثات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي الشهر الماضي، بدأت المفاوضات عندما اجتمع وفدا الولايات المتحدة وروسيا في الرياض بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار. فور الإعلان عن ذلك، انخفض الذهب من 2,954 دولارًا واستمر في اتجاهه الهبوطي.
قد يؤدي تخفيف التوترات إلى تحويل تركيز المستثمرين من الأصول الآمنة إلى الأصول ذات المخاطر الأعلى. ومع ذلك، فإن الانتكاسات في المفاوضات، مثل الحوار الحاد بين الرئيس الأوكراني زيلينسكي والرئيس الأمريكي ترامب في البيت الأبيض في 28 فبراير، خففت من الآمال في التوصل إلى وقف إطلاق نار. ⁽¹⁾
كما يعمل قادة أوروبا، بقيادة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على اقتراح سلام لأوكرانيا لتقديمه إلى الولايات المتحدة. يهدف هذا الاقتراح إلى تأمين ضمانات أمنية من واشنطن لردع المزيد من العدوان الروسي. ويأتي هذا التحرك بعد اجتماع متوتر بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ⁽²⁾
بينما تقدم محادثات السلام تقلبات في الأسواق، يبقى المسار العام للذهب مرتبطًا بمخاوف التضخم والسياسات الاقتصادية العالمية.
خطط ترامب الجمركية تخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق
عامل آخر ساهم في تراجع الذهب هو إعادة تأكيد ترامب على فرض الرسوم الجمركية التي دخلت حيز التنفيذ في 4 مارس. حيث فرض ترامب رسوماً بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى 10% على الواردات الصينية، مما زاد من مخاوف الحرب التجارية. ⁽³⁾
عادةً ما يرتفع الذهب في أوقات التوترات الجيوسياسية. ⁽⁴⁾ ومع ذلك، تعرض المعدن الثمين لضغوط من الشكوك حول نمو الصين المستقبلي، والتي طغت على جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما ساهم في خسارته الأسبوعية بنسبة 3%. ⁽⁵⁾
بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد وقوة الدولار تضغطان على الذهب
تأثر الذهب أيضًا بأرقام التضخم من الولايات المتحدة التي تجاوزت التوقعات. حيث ارتفع مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي بنسبة 0.3% في يناير، ليتوافق مع التوقعات ويشير إلى موقف أكثر حذرًا من بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة، مما دعم الدولار الأمريكي. ⁽⁶⁾
التوقعات: تراجع مؤقت أم انعكاس في الاتجاه؟
على الرغم من خسائر هذا الأسبوع، قد يكون انخفاض الذهب مؤقتًا، حيث أن الشكوك حول الحرب التجارية والمخاطر الجيوسياسية قد تعيد جاذبية الذهب كملاذ آمن، خاصة مع التوقعات بخفض أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي في 2025. ⁽⁷⁾
سجل الاقتصاد الأمريكي نموًا قويًا بنسبة 2.3% في الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من عام 2024، لكن التوقعات الأكثر غموضًا لعام 2025 بسبب سياسات ترامب قد تدعم جاذبية الذهب كملاذ آمن في المستقبل.