شهد الذهب ارتفاعاً حاداً في وقت سابق من هذا الأسبوع مسجلاً مستويات قياسية جديدة حول 3,057 دولاراً. جاء هذا الارتفاع نتيجة زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن بسبب التوترات الجيوسياسية وحالة عدم اليقين الاقتصادي.
لجأ المتداولون والمستثمرون إلى الذهب باعتباره أحد الأصول الآمنة وسط تصاعد التوترات التجارية التي قد تؤدي إلى مزيد من الضعف في الاقتصاد الأمريكي.
ومع بقاء معدلات التضخم أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، أصبح الذهب أكثر قيمة باعتباره وسيلة تحوط شائعة ضد التضخم.
رسوم ترامب الجمركية تزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي
يثير فرض الرئيس ترامب للتعريفات الجمركية مخاوف المستثمرين بشأن احتمال تباطؤ الاقتصاد وارتفاع مخاطر الركود، إلى جانب زيادة التضخم.
تم فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الألمنيوم والفولاذ القادمة من كندا، كما فُرضت رسوم بنسبة 20% على الواردات الصينية. وردّت الصين بفرض رسوم جمركية انتقامية تتراوح بين 10% و15% على السلع الأمريكية. ⁽¹⁾
أثرت هذه التعريفات سلباً على ثقة المستثمرين والمستهلكين والشركات. وقد تسبب هذا الإجراء إلى اضطراب في التجارة العالمية، وزيادة مخاطر التضخم، وتعزيز جاذبية الذهب كأصل لحفظ القيمة.
تجدد التوترات الجيوسياسية
يمكن أن تؤدي التوترات الجيوسياسية المتجددة في الشرق الأوسط، إلى جانب تزايد المخاطر الاقتصادية العالمية وعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، إلى عدم استقرار عالمي، مما يعزز استخدام الذهب كملاذ آمن ضد التقلبات. ⁽²⁾
لا يزال الإقبال على المخاطرة ضعيفاً، رغم أن المحادثات بين الرئيس ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خففت من بعض المخاوف، بعد موافقة بوتين على وقف الهجمات على منشآت الطاقة في أوكرانيا لمدة 30 يوماً. ⁽³⁾
سياسة الاحتياطي الفيدرالي الحذرة
أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة عند 4.5% يوم أمس، مشيراً إلى أن سوق العمل لا يزال قوياً، لكن التضخم لا يزال مرتفعاً إلى حد ما، مؤكداً التزامه بمراقبة المخاطر على جانبي تفويضه المزدوج. وأوضح جيروم باول أن التعريفات الجمركية قد تؤخر التقدم في خفض التضخم. ⁽⁴⁾
تشير توقعات البنك الفيدرالي إلى أن المسؤولين يتوقعون تخفيضين في أسعار الفائدة هذا العام، مع بقاء معدل أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية عند 3.9%. كانت التوقعات الأخرى، مثل التضخم ومعدل البطالة، إيجابية. ⁽⁵⁾
من ناحية أخرى، من المتوقع أن يتباطأ الاقتصاد الأمريكي إلى ما دون 2%، مما يشير إلى أنه أصبح أكثر هشاشة في ظل سياسات الرئيس ترامب التجارية. ⁽⁶⁾
التوقعات المستقبلية
ارتفع سعر الذهب بنسبة 15% منذ بداية العام، ومن المرجح أن يواصل مكاسبه إذا استمرت التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية، حيث ستظل هذه العوامل محفزاً للطلب على الذهب كملاذ آمن.
كما أن السياسة النقدية الميسّرة للاحتياطي الفيدرالي، والتي تتضمن تخفيضين متوقعين لأسعار الفائدة هذا العام، قد تعزز أيضاً جاذبية الذهب، خاصة إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في التراجع.