شهد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي مؤخراً تقلبات وقد يستمر على هذه الحال في المستقبل. يعاني الجنيه من ضغوطات بسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة من المملكة المتحدة وارتفاع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة في عام 2025 من بنك إنجلترا. وعلى العكس، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً أمام جميع العملات الرئيسية بسبب الانتخابات الأمريكية، والبيانات الاقتصادية القوية، وتوجهات السياسة النقدية المتشددة من الاحتياطي الفيدرالي.
سجل الدولار الأمريكي زيادة بنسبة تزيد عن 7% منذ نهاية سبتمبر، مدفوعاً جزئياً بلتوقعات المتزايدة بأن الاقتصاد الأمريكي سينمو بشكل أسرع في ظل سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في حين أن التضخم المستمر قد قلل من التوقعات بشأن كيفية تعامل الاحتياطي الفيدرالي مع خفض أسعار الفائدة.
وبعد اجتماعه في 18 ديسمبر، بدا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعد للحفاظ على معدلات الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما كان يتوقعه السوق، مما دفع عائدات سندات الخزنة الأمريكية للارتفاع.
وقد حقق الاقتصاد الأمريكي نمواً بنسبة 3.1% في الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات، مما يشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قوياً، حيث يظهر سوق العمل أيضاً علامات على القوة رغم ارتفاع معدلات الفائدة.
من ناحية أخرى، يواصل الجنيه الإسترليني التراجع بسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة. فقد انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1% في أكتوبر، وهو أقل من المتوقع. ويعود هذا التراجع إلى الركود في قطاع الخدمات، والتراجع في قطاعي الصناعة والبناء. وأكدت المستشارة، راشيل ريفز، التزام الحكومة بتعزيز النمو الاقتصادي على المدى الطويل رغم هذه التحديات.
أشار بنك إنجلترا إلى موقف أكثر تساهلاً في سياسته النقدية. وأوضح المحافظ، أندرو بيلي، إمكانية اتخاذ خطوات لخفض الفائدة بشكل أكثر حدة إذا استمر التضخم في التحسن. دفع هذا الأمر الأسواق إلى رفع توقعاتها بشأن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك المقبل في فبراير.
أدّى الجمع بين العوامل مثل إشارات بنك إنجلترا المتساهلة، البيانات الاقتصادية الضعيفة من المملكة المتحدة، والتوترات الجيوسياسية العالمية إلى شعور سلبي تجاه الجنيه. في المقابل، استفاد الدولار الأمريكي من سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة والمؤشرات الاقتصادية الإيجابية.
ويتأثر ضعف أداء الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بمزيج من التحديات الاقتصادية الداخلية، وإشارات السياسة النقدية المتساهلة من بنك إنجلترا، والتوترات الجيوسياسية العالمية المتصاعدة. بينما يرى بعض المحللين إمكانية تعافي الجنيه الاسترليني، إلا أن البيئة الاقتصادية والجيوسياسية السائدة تشير إلى أنه قد يظل تحت الضغط على المدى القريب.
التحليل الفني
المصدر: TradingView
لا يزال السعر في اتجاه هبوطي قوي مع استمرار تشكيل القمم المرتفعة والمنخفضة. استقر السعر عند مستوى 1.253 وقد يستمر في التراجع.
إذا استمر ضغط البيع، قد يواصل السعر التراجع، مع مراقبة مستوى 1.245 كمستوى دعم محتمل. وإذا تمكن السعر من التعافي، فقد يدفع المضاربون السعر فوق مستوى 1.259 مما قد يساعد السعر على الارتفاع مجددًا.