خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2.65% يوم الجمعة، ليكون هذا هو الخفض السادس على التوالي منذ يونيو 2024. جاء القرار في إطار الجهود المستمرة لتحفيز النمو الضعيف في أوروبا، وعملية الانكماش المستمر، وتهديدات التعريفات الجمركية من الولايات المتحدة. ⁽¹⁾
البيانات الاقتصادية والتوقعات
قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض توقعاته لنمو منطقة اليورو لعام 2025 إلى 0.9% بعد أن كانت التوقعات السابقة عند 1.1%، مما يشير إلى تباطؤ في التوسع الاقتصادي بعد تحقيق نمو ضعيف بنسبة 0.1% في الربع الرابع من عام 2024. ⁽²⁾
يستمر قطاع التصنيع في منطقة اليورو في الانكماش، حيث أظهرت البيانات الأخيرة التي صدرت في فبراير 2025 مستوى 47.6، مرتفعة عن 46.6 في يناير، مما يشير إلى تباطؤ في وتيرة الانكماش. في المقابل، يظل قطاع الخدمات في منطقة التوسع عند 50.6، لكنه بدأ يشهد تراجعًا بطيئًا. ⁽³⁾
تظل معدلات التضخم عاملًا مهمًا في مسار سياسة البنك المركزي الأوروبي. وعلى الرغم من تراجع التضخم، يتوقع البنك المركزي أن يبلغ التضخم في المتوسط 2.3% في 2025، ثم من المتوقع أن ينخفض إلى 1.9% في 2026، ليقترب تدريجيًا من هدفه البالغ 2%. ⁽⁴⁾
آثار التعريفات الجمركية والتوترات الجيوسياسية
أخذ البنك المركزي الأوروبي بعين الاعتبار أن تهديدات التعريفات الجمركية الأمريكية على أوروبا، وخاصة التعريفات التي قد تصل إلى 25% على السيارات، قد تؤثر على اقتصاد منطقة اليورو من خلال إضعاف صادراتها ونموها الاقتصادي.
واستجابة للتهديدات الجمركية، تعمل الشركات الأوروبية بشكل استباقي على تطوير خطط طوارئ للحدّ من التأثيرات الاقتصادية السلبية.
تُعد القطاعات مثل صناعة السيارات والسلع الاستهلاكية الأكثر تأثرًا. وقد تعهد القادة الأوروبيون برد قوي، حيث وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التعريفات بأنها غير مبررة، وتعهدت باتخاذ تدابير مضادة حازمة ومتناسقة.
الاتحاد الأوروبي مستعد للدفاع عن اقتصاده من خلال فرض تعريفات جمركية انتقامية على صادرات الولايات المتحدة، مستهدفة سلعاً مثل التكنولوجيا والمنتجات الزراعية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية. ⁽⁵⁾
ردود الفعل في السوق والتوقعات المستقبلية
تعزز اليورو أمام العملات الرئيسية، مرتفعًا بنسبة 0.5% خلال الحدث. كما استنتج المتداولون والمستثمرون بأن البنك المركزي الأوروبي قد يوقف دورة خفض أسعار الفائدة في وقت قريب إذا تحسنت البيانات الاقتصادية.
ردت الأسهم الأوروبية بشكل إيجابي بعد خفض أسعار الفائدة، مما يعكس التفاؤل بين المستثمرين بشأن التدابير الداعمة للاقتصاد من قبل البنك المركزي الأوروبي. ⁽⁶⁾
من المتوقع أن يبقى البنك المركزي الأوروبي على النهج التيسيري حتى تظهر البيانات تحسنًا في اقتصاد منطقة اليورو. كما ذكر البنك المركزي الأوروبي أن المخاطر الجيوسياسية، بما في ذلك التوترات مع الولايات المتحدة، لا تزال مصدر قلق. وبالتالي، قد يعقد احتمال فرض تعريفات على الصادرات الأوروبية أهداف السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي. ⁽⁷⁾
