تتجه الأنظار إلى اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الأربعاء الموافق ٧ مايو، حيث يُتوقع أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى ٤٫٥٪.
سيُراقب المتداولون والمستثمرون بيان اللجنة وتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال المؤتمر الصحفي، لتقييم تداعيات سياسة الرسوم الجمركية الصارمة التي ينتهجها الرئيس ترامب على الاقتصاد الأمريكي، وكيفية تعامل الفيدرالي معها.
وجد الفيدرالي نفسه في موقف صعب في أعقاب البيانات الأخيرة التي أكدت تباطؤ النمو وارتفاع التضخم خلال الربع الأول، وهو مزيج قد يُجبر البنك المركزي لاحقًا على الاختيار بين هدفيه: تعظيم التوظيف والحفاظ على استقرار الأسعار.
في انتظار البيانات الاقتصادية
صرح مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن أسعار الفائدة قد تتجه إلى الانخفاض، لكنهم ينتظرون المزيد من البيانات الاقتصادية لتأكيد ذلك، لا سيما في ظل صمود سوق العمل واستمرار قوة الاقتصاد.
فعلى سبيل المثال، صرح جيروم باول بأن “سوق العمل يبدو في حالة جيدة ومتوازن بشكل عام”. ⁽١⁾
وأظهر تقرير الوظائف غير الزراعية الصادر يوم الجمعة أن الاقتصاد أضاف ١٧٧٬٠٠٠ وظيفة في أبريل، وهو رقم يفوق التوقعات، فيما استقر معدل البطالة عند ٤٫٢٪. ⁽٢⁾
لكن الاقتصاد الأمريكي انكمش في الربع الأول من عام ٢٠٢٥ بنسبة ٠٫٣٪، وهو أول انكماش منذ الربع الأول من عام ٢٠٢٢. وقد نتج ذلك عن انخفاض صافي الصادرات بنسبة ٥٪، وفائض كبير في المخزون، وارتفاع في الواردات ربما تحسبًا للرسوم الجمركية. ⁽٣⁾
التضخم لا يزال فوق الهدف
ما يزال التضخم أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ ٢٪، إذ ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في مارس إلى ٢٫٦٪ على أساس سنوي. ويُعتبر ارتفاع التضخم مقارنةً بهدف اللجنة أحد أسباب تأجيل خفض الفائدة. كما يبدو أن صانعي السياسة يفضلون انتظار البيانات الجديدة بدلًا من التنبؤ المسبق. ⁽٤⁾
تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي
تزداد حالة عدم اليقين الاقتصادي بسبب عدم انعكاس تأثير الرسوم الجمركية بالكامل في البيانات حتى الآن، إلى جانب استمرار تطور السياسات التجارية ومعدلات التعرفة الجمركية.
وقال باول: “لا تزال هذه السياسات في طور التطور، وتأثيرها على الاقتصاد غير مؤكد إلى حد كبير، وسنواصل تحديث تقييمنا مع توفر مزيد من المعلومات”. ⁽٥⁾
وأكّد الرئيس دونالد ترامب أنه لا ينوي إقالة جيروم باول قبل نهاية ولايته في مايو ٢٠٢٦، لكنه كرر دعواته للفيدرالي لخفض الفائدة.
ويواصل ترامب إرسال رسائل متناقضة حول الاقتصاد، متجاهلًا تراجع الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول، وملقيًا اللوم على سلفه في أي ضعف اقتصادي.
ما المتوقع؟
من المتوقع أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على الفائدة دون تغيير في اجتماع ٧ مايو، مع احتمالات لبدء خفضها في يونيو. وتشير التقديرات إلى تنفيذ ٤ تخفيضات بمقدار ٢٥ نقطة أساس لكل منها قبل نهاية العام. ⁽٦⁾
ويتوقع اقتصاديون أن تؤدي رسوم ترامب الجمركية، التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل، إلى زيادة الأسعار واضطراب سوق العمل، مما قد يؤثر على تفويض الفيدرالي المزدوج للسيطرة على التضخم والبطالة.
ومع ذلك، تُظهر البيانات الأخيرة استقرار التضخم في مارس وسوق العمل في أبريل، ما يمنح الفيدرالي مساحة للبقاء على الحياد مع مراقبة تداعيات الرسوم الجمركية.
