عززت الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة علاقاتهما بشكل كبير مؤخراً من خلال سلسلة من الاتفاقيات، أُعلِن آخرها في 21 مارس 2025.
أعلنت الإمارات عن التزامها بإطار استثماري يمتد لعشر سنوات في الولايات المتحدة، حيث ستضخ 1.4 تريليون دولار بعد اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين إماراتيين.
سيعزز هذا الإطار الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، والرقائق الإلكترونية، والطاقة، والتصنيع. ⁽¹⁾
ماذا تتضمن الصفقة؟
في حين أن بعض عناصر الاتفاقية مبنية على صفقات سابقة، فإن أحد أبرز الجوانب الجديدة هو استثمار شركة الإمارات العالمية للألمنيوم لإنشاء أول مصهر ألمنيوم جديد في الولايات المتحدة منذ 35 عامًا، والذي قد يضاعف تقريبًا الإنتاج المحلي من الألمنيوم. ⁽²⁾
يعكس هذا التطور رغبة الإمارات في ترسيخ حضورها الاقتصادي في الولايات المتحدة، مستفيدةً من مواردها المالية الضخمة لتعزيز العلاقات الثنائية.
تم التوصل إلى الاتفاقية بعد اجتماع عقده الرئيس ترامب الأسبوع الماضي مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في المكتب الأبيض، تلاه عشاء حضره أعضاء من الوفد الإماراتي، بمن فيهم رؤساء تنفيذيون لصناديق الثروة السيادية الإماراتية. ⁽³⁾
كما أعلنت شركة أبوظبي التنموية، صندوق الاستثمار الإماراتي، عن استثمار بقيمة 25 مليار دولار بالتعاون مع شركة إنرجي كابيتال بارتنرز، حيث سيركز الاستثمار على البنية التحتية للطاقة ومراكز البيانات. ⁽⁴⁾
ومن جهتها، أعلنت شركة إكس آر جي، الذراع الاستثمارية الدولية لشركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك، التزامها بدعم إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة من خلال الاستثمار في منشأة نكست ديكيد، لتصدير الغاز الطبيعي المسال في ولاية تكساس. ⁽⁵⁾
العلاقات التكنولوجية بين الإمارات والولايات المتحدة
شهدت المحادثات السابقة في عهد إدارة بايدن بعض التحديات فيما يتعلق بعلاقات الإمارات مع الصين. إلا أن إدارة ترامب تبدو أكثر انفتاحًا على التفاوض، حيث تُشير زيارة الشيخ طحنون – التي وُصفت بأنها أول اجتماع لمسؤول خليجي رفيع المستوى في البيت الأبيض خلال الولاية الثانية لترامب – على أنها إشارة لتحول جديد في العلاقات. ⁽⁶⁾
ومع ذلك، فإن بناء شبكة محلية لصناعة الرقائق الإلكترونية أو ضمان الوصول غير المقيد إلى الرقائق الأمريكية لا يعتمد فقط على الاستثمار المالي، بل يتطلب أيضًا خبرات تقنية، وبنية تحتية متطورة، وتوافقًا مع الأولويات الأمنية الأمريكية.
ومع دخول قوة اقتصادية كبرى مثل الإمارات بقوة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك قد يشير إلى مستقبل واعد للأسواق المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والمستثمرين فيها.
في سباق التفوق في الذكاء الاصطناعي، حصلت الولايات المتحدة للتو على دفعة بقيمة 1.4 تريليون دولار.
هل هذه بداية عصر جديد للذكاء الاصطناعي؟
قد يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي، إلى جانب قطاعي الطاقة والتصنيع، نموًا كبيرًا بفضل هذه الصفقة، بفضل الاستثمارات المستهدفة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
سيعتمد التأثير الكامل على تفاصيل التنفيذ وظروف السوق الأوسع، ولكن هذا الإطار الاستثماري قد يضع هذه القطاعات على مسار النمو المستقبلي.