شهدت إنفيديا وغيرها من أسهم الرقائق الالكترونية بيعًا كبيرًا في نهاية يناير بعد إطلاق برنامج الذكاء الاصطناعي الصيني ديب سيك. ومنذ ذلك الحين، شهدت إنفيديا تعافيًا قويًا وسط استمرار التفاؤل في قطاع الذكاء الاصطناعي.
ضغط ديب سيك
تعرضت إنفيديا في الأسابيع الأخيرة لضغوطات من عدة عوامل مرتبطة بـ ديب سيك، البرنامج الصيني للذكاء الاصطناعي الذي ينافس شات جي بي تي من اوبن إي آي. وقد أظهر إطلاقه للعالم أنه من الممكن تدريب النماذج بتكلفة أقل باستخدام رقائق إي اس آي سي بدلاً من وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا.
أدى هذا الاكتشاف إلى إثارة مخاوف من أن عملاء الرقائق الالكترونية قد لا يحتاجون إلى العديد من وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا، أو أنهم قد يستخدمون بدلاً منها رقائق مخصصة من منافسين آخرين. ⁽¹⁾
تراجعت اسهم إنفيديا بنسبة 17% بعد إطلاق ديب سيك، حيث تسبب الإعلان في جعل المستثمرين يتساءلون ما إذا كان مقدمو خدمات الحوسبة السحابية الكبرى سيوقفون مؤقتاً بناء مراكز البيانات المتطورة بتكلفة عالية.
إنفيديا تقود الطريق مجددًا
ومع تلاشي موجة البيع، تعافت أسهم شركات صناعة الرقائق الالكترونية، مع قيادة إنفيديا لهذا الارتفاع، رغم الضغط الذي تعرضت له من إعلان اوبن إي آي عن تقليل اعتمادها على إنفيديا. ⁽²⁾
بينما جلب الإعلان منافسة شديدة لرقائق إنفيديا، ارتفع سعر السهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن إطلاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي من قبل مقدمي خدمات السحابة يتطلب تحديثات ضخمة في مراكز البيانات عبر استثمارات تجعل إنفيديا ضرورية لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة. ⁽³⁾
علاوة على ذلك، ساهم الأداء المالي القوي لشركة تايوان لصناعة الرقائق الالكترونية في دعم ارتفاع إنفيديا، حيث أعلنت عن أرباح قوية في أواخر يناير. كما أعلنت الشركة عن مبيعات بلغت 8.93 مليار دولار في يناير، بزيادة قدرها 36% مقارنة بالعام الماضي. ⁽⁴⁾
ارتبط انتعاش إنفيديا أيضاً بالالتزامات الكبيرة من شركات التكنولوجيا التي ساهمت في انتعاش الأسهم. وفيما بينها، قدمت أمازون، وألفابت (الشركة الأم لجوجل)، ومايكروسوفت، وميتا حوالي 325 مليار دولار من النفقات الرأسمالية في تقارير أرباحها الأخيرة، مع تخصيص جزء كبير من هذا المبلغ على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. ⁽⁵⁾
كما حصلت إنفيديا على ترقيات من عدة محللين، حيث قامت شركة إيفركور آي إس آي بترقية الشركة إلى قائمة “الأداء التكتيكي المتفوق” قبل تقرير أرباح إنفيديا في 26 فبراير، كمحفز محتمل للسهم. ⁽⁶⁾
تعتقد شركة إيفركور أن إنفيديا لا تزال تحتفظ بميزة ملحوظة في الحوسبة الخاصة بالذكاء الاصطناعي رغم تزايد المنافسة، خاصة بين مزودي البنية التحتية السحابية الكبيرة. ويتوقع محللوها أن إنفيديا ستكون متقدمة من 5 إلى 10 سنوات على منافسيها مثل إي ام دي وأمازون ويب سيرفيسز. ⁽⁷⁾
تأثيرات الحرب التجارية
شهدت أسهم إنفيديا وغيرها من أسهم الرقائق الالكترونية مؤخرًا تقلبات بسبب التطورات المتعلقة بالرسوم الجمركية. فقد أثار إعلان الحكومة الأمريكية عن زيادة الرسوم الجمركية على واردات الرقائق الالكترونية، خاصة من تايوان، القلق بشأن ارتفاع تكاليف الإنتاج لشركة إنفيديا، التي تعتمد على الشركات التايوانية مثل تي اس ام سي في تصنيع الرقائق الالكترونية.
كما أن إدارة ترامب تفكر في فرض مزيد من القيود على صادرات رقائق إنفيديا إلى الصين، تحديدًا سلسلة H20 المصممة للسوق الصيني. قد تحد هذه القيود من وصول إنفيديا إلى السوق الصينية، مما يؤثر على أداء سهمها. ⁽⁸⁾