سجّل تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة لشهر مايو نتائج أفضل من المتوقع، حيث ظل معدل البطالة مستقرًا وشهدت الأجور نموًا متزايدًا.
ورغم قوة هذا التقرير، إلا أن التوظيف قد يشهد تباطؤًا في الأشهر المقبلة بسبب حالة عدم اليقين التجاري ومخاوف الإنفاق الاستهلاكي، مما يدفع الشركات إلى الحذر في التعيينات الجديدة.
تفاصيل التقرير
أظهر التقرير إضافة ١٣٩٬٠٠٠ وظيفة جديدة إلى الاقتصاد الأمريكي في مايو، متجاوزًا التقديرات التي توقعت ١٢٦٬٠٠٠ وظيفة. وظل معدل البطالة مستقرًا عند ٤٫٢٪، رغم تقلبات طلبات إعانات البطالة. وسجّل نمو الأجور متوسطًا أعلى من التوقعات، حيث ارتفع متوسط الأجر بالساعة بنسبة ٠٫٤٪ على أساس شهري و٣٫٩٪ على أساس سنوي، مقارنةً بتوقعات بلغت ٠٫٣٪ و٣٫٧٪. ⁽¹⁾
أبرز القطاعات الرابحة والخاسرة
أضاف قطاع التعليم الخاص والرعاية الصحية ٨٧٬٠٠٠ وظيفة، بينما ساهم قطاع الترفيه والضيافة بـ ٤٨٬٠٠٠ وظيفة، ليكونا من أبرز محركات نمو الوظائف. في المقابل، فقد قطاع التصنيع ٨٬٠٠٠ وظيفة، وتراجع قطاع التجزئة بـ ٧٬٠٠٠ وظيفة، كما انخفضت الوظائف الحكومية بـ ٢٢٬٠٠٠ وظيفة نتيجة تسريحات نفذتها وزارة الطاقة الأمريكية (DOGE). ⁽²⁾
أما القطاعات الأخرى مثل التكنولوجيا، والخدمات التجارية، والنقل واللوجستيات، والبناء، والخدمات المالية، فقد أظهرت نموًا طفيفًا في الوظائف، مما أثار القلق بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي. ⁽٣⁾
التوقعات الاقتصادية والتوترات السياسية
رغم إيجابية بيانات سوق العمل، تبقى المخاوف الاقتصادية مرتفعة. المستهلكون والشركات يبدون قلقًا متزايدًا من سياسات التجارة التي يتبناها الرئيس دونالد ترامب، والتي قد تُبطئ النمو وتُعيد إشعال التضخم.
ويمارس ترامب ضغوطًا على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، من أجل خفض أسعار الفائدة بـ ١٠٠ نقطة أساس، على أمل تحفيز الاقتصاد أكثر. ومع ذلك، لا يزال الاحتياطي الفيدرالي يتبنى نهج “الترقب والانتظار” لتقييم البيانات الاقتصادية التي تتأثر بالسياسات الجمركية. وتتوقع الأسواق تثبيت أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي القادم بتاريخ ١٨ يونيو. ⁽٤⁾
مخاطر تباطؤ الوظائف مستقبلًا
قد يتعرض نمو الوظائف لضغوط مستقبلية، خاصة في قطاعات مثل الرعاية الصحية الخاصة والضيافة والترفيه، بسبب التخفيضات المحتملة في برامج الرعاية الصحية تحت إدارة ترامب، وتراجع إنفاق المستهلكين على الكماليات مثل الطعام خارج المنزل والأنشطة الترفيهية. كما يُتوقع انخفاض الوظائف الحكومية الفيدرالية مع بدء تنفيذ مبادرات لتقليص الإنفاق الحكومي يقودها إيلون ماسك. ⁽٥⁾
وأشار الكتاب البيج الأخير للاحتياطي الفيدرالي إلى أن حالة عدم اليقين الواسعة تعيق التوظيف، حيث أبلغت الشركات عن انخفاض الطلب على العمالة، وتقليص ساعات العمل، وخطط لتقليص عدد الموظفين. كما حذّر الكتاب من ارتفاع الأسعار، مما قد يُغذي التضخم. ⁽٦⁾
ردة فعل الأسواق
ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة ٠٫٣٪ عقب صدور التقرير، في حين تراجعت أسعار الذهب بنسبة ١٫٥٪ مع انحسار المخاوف من ركود اقتصادي وتراجع التوقعات بشأن خفض وشيك في أسعار الفائدة هذا العام. وأغلق مؤشر S&P 500 فوق مستوى ٦٬٠٠٠ نقطة لأول مرة منذ ٢١ فبراير، مدعومًا بمكاسب في أسهم التكنولوجيا.