تُعد شركتا أوبر وليفت من اللاعبين المهيمنين في صناعة خدمات نقل الركّاب في الولايات المتحدة، وغالبًا ما تتم مقارنتهما من حيث استراتيجياتهما التنافسية وسعيهما للحصول على حصة السوق الأكبر. لقد خلق التباين في العمليات والتحديثات الأخيرة لكل شركة مسارات مختلفة يمكن للمتداولين أخذها بعين الاعتبار.
أوبر تكنولوجيز هي شركة تقدم خدمة نقل الركاب، وشركة توصيل الطعام تسمى أوبر إيتس، وشركة شحن تسمى أوبر فريت. وبالمثل، تعمل شركة ليفت كمنصة لنقل الركاب أيضاً، حيث توفر للمستخدمين خدمة حجز الرحلات الشخصية عبر تطبيقها على الهاتف المحمول.
نطاق السوق والعمليات
تمتلك أوبر ميزة كبيرة من حيث الانتشار العالمي، حيث تعمل في أكثر من 70 دولة وتوفر مجموعة متنوعة من الخدمات تشمل نقل الركاب، وخدمة توصيل الطعام عبر أوبر إيتس، وخدمات الشحن عبر أوبر فريت.
هذا التنوع يمنح أوبر مصادر متعددة للإيرادات ومرونة أكبر أمام تقلبات السوق. بالمقابل، تركز شركة ليفت على العمل في أمريكا الشمالية فقط، مع التركيز على خدمات النقل وخدمات التنقل الصغيرة مثل تأجير الدراجات والسكوترات. بينما يمنح هذا التركيز ليفت كفاءة تشغيلية عالية، فإنه يحد من فرصها في التوسع الدولي ويقيد إمكانات النمو لديها.
التقدم التكنولوجي
تستثمر شركتا أوبر وليفت بكثافة في التكنولوجيا لتعزيز خدماتهما وتحسين العمليات ومواجهة التحديات التنافسية. من السيارات ذاتية القيادة إلى الذكاء الاصطناعي، تستثمر الشركتان بكثافة في الابتكار للبقاء في المقدمة في صناعة خدمات نقل الركاب.
يعود سبب تركيز هاتين الشركتين بشكل كبير على تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة للتقليل من الاعتماد على السائقين البشريين وبالتالي خفض تكاليف التشغيل. دخلت أوبر في شراكة مع شركة أورورا ونقلت قسم القيادة الذاتية لديها إلى الشركة مع الاحتفاظ بحصة فيها. بينما باعت ليفت قسم “المستوى الخامس” الخاص بها إلى شركة “تويوتا ووفن بلانت”، لكنها تستمر في التعاون مع شركاء خارجيين لدمج التكنولوجيا ذاتية القيادة في عملياتها.
كذلك، تعتمد الشركتان على التعلم الآلي لتحسين الكفاءة. حيث تستخدم أوبر الذكاء الاصطناعي لتحسين مطابقة الرحلات، والتنبؤ بالطلب، والتسعير الديناميكي، بالإضافة إلى تحسين أوقات التوصيل في “أوبر إيتس”. أما ليفت، فتركز على تحسين تخصيص الموارد والمسارات، خاصة خلال ساعات الذروة، لتقليل وقت الانتظار وخفض التكاليف.
وفي إطار جهودهما نحو التنمية المستدامة، تهدف الشركتان إلى الحد من الانبعاثات. تخطط أوبر لأن تكون منصة خالية من الانبعاثات بحلول عام 2040، في حين تلتزم ليفت بتحقيق ذلك بحلول عام 2030. تعمل الشركتان على تحفيز السائقين لتبني السيارات الكهربائية وإقامة شراكات لدعم هذا الانتقال.
التسعير التنافسي
تعتمد كل من أوبر وليفت على هيكل تسعير مشابه يتضمن أجورًا أساسية، ورسومًا حسب الوقت والمسافة، بالإضافة إلى التسعير الديناميكي خلال فترات الطلب المرتفع. تختلف الأسعار حسب الموقع ونوع الرحلة وحجم الطلب في الوقت المحدد، مما يجعل إحدى المنصتين أكثر تنافسية من الأخرى في بعض الحالات.
لدى كلا الشركتين آليات تسعير مفاجئة. تسميها أوبر التسعير المفاجئ، ويشير إليها ليفت باسم برايم تايم، حيث ترتفع الأسعار خلال أوقات ارتفاع الطلب. تقدم ليفت أيضًا ميزة “تأمين السعر” التي تضمن سعرًا ثابتًا حتى أثناء أوقات الذروة، مما يوفر المزيد من القدرة على التنبؤ بالتكلفة للركاب.
عمومًا، تميل أوبر إلى أن تكون ذات أسعار أعلى قليلًا بسبب انتشارها العالمي وخدماتها الإضافية مثل “أوبر إيتس”، بينما تُعد ليفت خيارًا في متناول الجميع للرحلات القصيرة، خاصة في أمريكا الشمالية. يتقلب سعر كلتا الخدمتين بناءً على عوامل مختلفة، لذلك غالبًا ما يختار العملاء على أساس الراحة والتوفر بدلاً من السعر فقط.
أداء الأسهم
حققت أوبر في الربع الثالث أرباحًا بلغت 1.2 دولار للسهم الواحد، متجاوزة بذلك التوقعات البالغة 0.41 دولار، وارتفعت الإيرادات إلى 11.19 مليار دولار مقارنة بتوقعات 10.98 مليار دولار.
أما ليفت، فقد حققت أرباحًا بلغت 0.29 دولار للسهم، متجاوزة بذلك التوقعات البالغة 0.20 دولار، وسجلت إيرادات بلغت 1.52 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 31.5%.
منذ بداية العام، حققت أسهم أوبر عائدات بنسبة 7.34%، متفوقة على عائدات ليفت البالغ 6.34%. ومع ذلك واجهت الشركتان تراجعًا مؤخرًا بسبب مخاوف المتزايدة بشأن المنافسة.
المخاطر
تواجه أوبر وليفت تحديات تنظيمية، مثل محاكمة في ماساتشوستس بشأن تصنيف السائقين كمتعهدين مستقلين، مما قد يؤثر على نماذج أعمالهما. كما أدى قانون جديد في مينيسوتا لرفع الحد الأدنى للأجور للسائقين إلى زيادة الأسعار بنسبة تصل إلى 25% وهو ما أفاد السائقين ولكنه أدى إلى زيادة التكاليف على الركاب. تسلط هذه المشاكل الضوء على النضال المستمر الذي تواجهه شركات نقل الركاب لتحقيق التوازن بين الربح والامتثال للقوانين وإرضاء السائقين.
أعلنت شركة وايمو التابعة لجوجل عن توسيع خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة إلى ميامي، مما أدى إلى انخفاض كبير في أسهم أوبر وليفت بسبب المخاوف من تأثير هذه الخدمة على أعمالهما. وقالت الشركة إن وايمو اختبرت مركباتها سابقًا في ميامي، وهي المدينة التي توفر “ظروفًا ممطرة صعبة” لمركباتها ذاتية القيادة. بعد الإعلان، انخفض سهم أوبر بأكثر من 6% ليصل إلى 67.43 دولارًا، بينما انخفض سهم ليفت بأكثر من 6% ليصل إلى 16.13دولارًا.
تستثمر شركتا أوبر وليفت بكثافة في تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة بهدف إحداث تحول في صناعة نقل الركاب. ومع ذلك، فإن اعتماد المركبات ذاتية القيادة على نطاق واسع يمكن أن يشكل مخاطر. إذا أصبحت المركبات ذاتية القيادة سائدة، فقد تواجه أوبر وليفت تحديات في نقل أسطولها الحالي، وإدارة التكنولوجيا، ومعالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة.
الخلاصة
تسلط إنجازات أوبر وليفت في التكنولوجيا الضوء على التزامهما بالابتكار والقدرة على التكيف. بينما يمنح التنوع العالمي لأوبر ميزة تنافسية، تحافظ ليفت على قدرتها التنافسية من خلال كفاءتها الإقليمية وميزاتها التي تركز على العملاء.
على الرغم من التحديات، فإن التقدم في السيارات ذاتية القيادة والتنمية المستدامة وتحسين تجربة المستخدم يشير إلى إمكانيات للنمو طويلة الأجل للشركتين.