أسعار النفط تتراجع مع استعداد “أوبك+” لزيادة الإنتاج 

تراجعت أسعار النفط مع إعلان خطط تحالف “أوبك+” لرفع الإنتاج للمرة الثالثة خلال شهر يوليو، وهي الخطط التي ستُناقش خلال الاجتماع المقبل للتحالف. ومن المتوقع أن تبلغ الزيادة الجديدة ٤١١ ألف برميل يوميًا لشهر يوليو، أي ثلاثة أضعاف الكمية المخطط لها سابقًا. ⁽١⁾ 

ومن المقرر أن تعقد ثمانية من الدول الرئيسية في “أوبك+” مؤتمرًا عبر الفيديو في الأول من يونيو لتحديد مستويات الإنتاج لشهر يوليو. كما سيجتمع التحالف بكامل أعضائه البالغ عددهم ٢٢ دولة في سلسلة اجتماعات افتراضية بتاريخ ٢٨ مايو لمراجعة حصص الإنتاج المقررة لعامي ٢٠٢٥ و٢٠٢٦. ⁽٢⁾ 

السعودية تدفع باتجاه زيادة الإنتاج 

ورغم تأكيد “أوبك+” أن هذه الزيادة تهدف لتلبية الطلب، فقد أشار مسؤولون – بشكل غير معلن – إلى مجموعة من الدوافع، من بينها معاقبة الدول التي تتجاوز حصصها، واستعادة حصة سوقية، وتهدئة الموقف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

وترى بعض التحليلات أن الزيادات الإنتاجية التي تخطط لها السعودية قد تدفع شركات النفط الأمريكية إلى تقليص إنتاجها بسبب انخفاض الأسعار، خاصة بعد انطلاق الحرب التجارية التي أطلقها ترامب في أبريل، والتي أدت إلى ضغط كبير على أسعار النفط بفعل الزيادات المفاجئة في المعروض من قبل “أوبك+”. 

وفي الاجتماع الأخير، وجهت السعودية تحذيرات إلى دول مثل كازاخستان والعراق بزيادة إضافية محتملة في الإنتاج ما لم تلتزم بحصصها. وعلى الرغم من بعض التعهدات، لم تتخذ كازاخستان خطوات جادة للحد من إنتاج شركات النفط الدولية العاملة داخل أراضيها، واستمرت في تصدير كميات تقترب من مستويات قياسية. ⁽٣⁾ 

المصدر: تريدينغ إيكونوميكس

وحسب بيانات “تريدينغ إيكونوميكس”، أنتجت السعودية بمفردها ٩ ملايين برميل يوميًا، مما يفسر سعيها للحفاظ على موقعها كمصدر رئيسي في السوق. 

فائض في المخزونات الأمريكية 

وجاء مزيد من الضغط على أسعار النفط بعد بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، التي أظهرت زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الخام الأسبوع الماضي، إلى جانب ارتفاع في مخزونات البنزين ونواتج التقطير. 

ووفقًا للتقرير، ارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار ١٫٤ مليون برميل إلى ٤٤٣٫٢ مليون برميل الأسبوع الماضي. ⁽٤⁾ 

كما انخفض الإنتاج الأمريكي من النفط الخام بمقدار ١٧ ألف برميل يوميًا ليصل إلى ١٣٫٤ مليون برميل يوميًا. بينما قفزت واردات الخام بمقدار ١٢٥ ألف برميل يوميًا إلى ٥٫٨٧ مليون برميل يوميًا، وتراجعت الصادرات بمقدار ١٠ آلاف برميل يوميًا إلى ٣٫٧٥ مليون برميل يوميًا. ⁽٥⁾ 

اتجاهات السوق 

يتوقع عدد من المحللين مزيدًا من الضغط الهبوطي على أسعار النفط هذا العام، إذ أشارت وكالة الطاقة الدولية (IEA) إلى احتمال تباطؤ الطلب العالمي على النفط بسبب حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي. ⁽٦⁾ 

وتوقعت مؤسسة غولدمان ساكس أن يتوقف تحالف “أوبك+” عن إجراء زيادات جديدة في الإنتاج بعد التوصل لاتفاق حول رفع الإنتاج في يوليو. ⁽٧⁾ 

ومن بين العوامل الأخرى التي ساهمت في حالة التشاؤم في الأسواق، كانت عمليات بيع واسعة في الأسواق المالية نتيجة المخاوف من اتساع العجز في الموازنة الأمريكية. 

في غضون ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب تطورات الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران المقررة نهاية هذا الأسبوع، والتي ساعدت في تهدئة المخاوف من اضطرابات محتملة في إمدادات الشرق الأوسط، رغم التقارير الإعلامية عن تصاعد التوترات في المنطقة. 

المصادر: ⁽١⁾ ⁽²⁾ ⁽⁷⁾ رويترز، ⁽٣⁾ ⁽٦⁾ بلومبيرغ، ⁽٤⁾ ⁽٥⁾ تريدينغ إيكونوميكس