تعلن شركة إنتل (المُدرجة في بورصة ناسداك تحت رمز: INTC) عن نتائج أرباحها للربع الأول من عام 2025 اليوم بعد إغلاق الأسواق. سيراقب المتداولون والمستثمرون أداء الشركة لمعرفة ما إذا كان أداؤها قد تحسن في ظل التغيرات الأخيرة في السوق.
تخوض إنتل مرحلة انتقالية بقيادة رئيسها التنفيذي الجديد ليب-بو تان، الذي تولى المنصب في مارس 2025.
بعد سنوات من الإخفاقات في الإنتاج وضغوط المنافسة والتغيرات الجيوسياسية، تخضع إنتل لعملية تحوّل شاملة.
ووفقًا لخطة تان، سيتم تقليص عدد الموظفين، وتبسيط الهيكل الإداري، وتكثيف الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
توقعات الأرباح والتقديرات
- ربحية السهم: 0.01 دولار أمريكي
- الإيرادات: 12.30 مليار دولار أمريكي
أظهرت أرباح إنتل الأخيرة أداءً متباينًا. فقد تأثرت نتائج الربع الثالث من 2024 بخسائر ناتجة عن إنخفاض القيمة وتكاليف إعادة الهيكلة، مما يعكس تحديات مستمرة في جهودها للتحول والضغوط التنافسية في سوق الرقائق الإلكترونية.
أما الربع الرابع من عام 2024، فقد أظهر مرونة بأداء أفضل من التوقعات، رغم تراجع الإيرادات على أساس سنوي. ⁽¹⁾
أهم العوامل التي يجب متابعتها
- انتقال القيادة واستراتيجية الشركة
- أداء قطاعات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات
- نتائج مجموعة الحوسبة السحابية
- أداء المصانع وعمليات التصنيع
- إرشادات الأداء المالي
- خطط تقليص التكاليف وإعادة الهيكلة
الابتكار في الذكاء الاصطناعي وتحديث المنتجات
تكثف إنتل جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي لاستعادة موقعها، إذ أطلقت الشركة أنظمة إنتل إي آي، ومجموعة أدوات من إيدج إي آي ومنصة أوبن إيدج. المصممة لتسهيل دمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الصناعة والتجزئة والمدن الذكية.
كما كشفت عن معالجات إنتل كور آلترا لتعزيز أداء الحوسبة المتنقلة لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والألعاب وإنتاج المحتوى، ومعالجات إكزيون 6 التي تضاعف من كفاءة معالجة الذكاء الاصطناعي. ⁽²⁾
تراجع قطاع الخوادم وضغوط المنافسة
في ظل هيمنة إي إم دي وإنفيديا على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي بمعالجات H100 وبلاكويل، من المتوقع أن تبلغ إيرادات قطاع مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي في إنتل 2.96 مليار دولار، بانخفاض 2.4% على أساس سنوي.
هذا القطاع، الذي كان سابقًا الأعلى ربحاً لإنتل، يفقد حصته السوقية بسبب توجه الشركات نحو بدائل أكثر كفاءة.
ويعتقد المحللون أن المكاسب المؤقتة المدفوعة بالتعريفات لن تعوض الخسائر، وقد يؤدي انخفاض الطلب بعد الربع الأول إلى “فراغ في الطلب” مما يعقّد إدارة المخزون والتخطيط للإنتاج. ⁽³⁾
الطلب المدفوع بالتعريفات الجمركية
رغم زيادة مؤقتة في المبيعات بسبب التخزين المسبق للرقائق الالكترونية، فإن قسم حوسبة العملاء (CCG) التابع لشركة إنتل، يتجه لانخفاض بنسبة 9% في الربع الأول من عام 2025، مع إيرادات متوقعة تتراوح بين 6.85 و6.89 مليار دولار.
على الرغم من زيادة شحنات أجهزة الكمبيوتر بنسبة 4.9% نتيجةً لهذا الطلب المتزايد، يحذر المحللون من أن فائض المخزون الوشيك قد يُعيق المبيعات المستقبلية.
قد تشهد مبيعات شرائح أجهزة الكمبيوتر المحمولة نموًا طفيفًا، إلا أن المشكلات الهيكلية ومنافسة AMD في سوق أجهزة الكمبيوتر لا تزال تُشكل تحديًا لأداء إنتل. ⁽⁴⁾
خفض عدد الموظفين
تعتزم إنتل تقليص قوتها العاملة بنسبة تفوق 20%، بعد تقليص سابق بنسبة 15% خلال عام 2024، مما أدى إلى تسريح 15,000 موظف. هذه الخطوة جزء من خطة لخفض التكاليف بقيمة 10 مليارات دولار لمعالجة ارتفاع التكاليف وتقلص هوامش الربح.
تهدف عمليات التسريح إلى تحسين السيولة وتركيز الموارد على العمليات الأساسية، إلا أنها تعكس القرارات الصعبة التي حذّر تان الموظفين منها عند توليه القيادة. ⁽⁵⁾
هل العودة قيد التنفيذ؟
رغم تقلبات عام 2024، أنهت إنتل السنة بنتائج إيجابية في الربع الرابع، حيث تجاوزت توقعات المحللين. حيث بلغ ربح السهم الواحد 0.13 دولار أمريكي، متجاوزًا توقعات المحللين البالغة 0.12 دولار أمريكي. وبلغت الإيرادات 14.26 مليار دولار أمريكي، متجاوزةً أيضًا التوقعات البالغة 13.83 مليار دولار أمريكي. ⁽⁶⁾
وفي مارس 2025، عيّن مجلس إدارة إنتل ليب-بو تان رئيسًا تنفيذيًا جديدًا. وهو عضو سابق في مجلس إدارة الشركة، ما جلب التفاؤل لدى المستثمرين وأدى إلى ارتفاع السهم. ويهدف تان إلى تبسيط العمليات، وتقليص وظائف الإدارة الوسطى، والتركيز على الهندسة والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا 18A.
وقد أعاد هيكلة القيادة داخل إنتل لجعل مجموعات الشرائح الأساسية مثل الخوادم، والذكاء الاصطناعي، والحواسيب أكثر كفاءة. يعتمد أسلوبه العملي على العمل مباشرة مع فرق الهندسة لإزالة البيروقراطية وإعادة بناء ثقافة تقنية قائمة على الإبداع والكفاءة.
التأثير الجيوسياسي
تواجه إنتل مخاطر متزايدة في ظل تصعيد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، إذ تخطط الصين لحظر استخدام الرقائق الالكترونية الأجنبية بحلول 2027 مما يُفاقم التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. ورغم تراجع هوامش الربح بسبب الديون العالية والمنافسة من إنفيديا وإي إم دي، فإن إنتل تظل شركة أمريكية بارزة في مجال صناعة الرقائق الالكترونية، ما يتماشى مع الحاجة المتزايدة للاكتفاء الذاتي في هذه الصناعة.
تمتلك إنتل محفظة متنوعة في الذكاء الاصطناعي تشمل الألعاب والسيارات ذاتية القيادة، لكن النجاح في مواجهة هذه التحديات سيكون مفتاح تحقيق رؤية تان.
من المتوقع أن يشهد سهم إنتل تقلبًا ملحوظًا مع اقتراب إعلان الأرباح، حيث يبحث المتداولون والمستثمرون عن مؤشرات حول ما إذا كانت الشركة قادرة على استعادة حصتها السوقية أو ستستمر في التراجع.