شهد مؤتمر آبل العالمي للمطورين لعام ٢٠٢٥ (WWDC ٢٠٢٥) خيبة أمل كبيرة، حيث كان يُتوقع أن تكشف الشركة عن تقدم كبير في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن الحدث أظهر بطئًا واضحًا في مسار آبل التطويري مقارنةً بالمنافسين.
في المؤتمر الذي قاده الرئيس التنفيذي تيم كوك، أعلنت الشركة عن تحديثات للبرمجيات وميزات جديدة، لكنها فشلت في تقديم ابتكارات حقيقية في الذكاء الاصطناعي كما كان يتوقع المستثمرون.
تراجع في سباق الذكاء الاصطناعي
تخلّفت آبل عن منافسيها مثل جوجل ومايكروسوفت، الذين يواصلون طرح نماذج ذكاء اصطناعي توليدي وتحديثات بوتات المحادثة بوتيرة أسبوعية تقريبًا. ⁽١⁾
في المقابل، لا تزال آبل تعمل على بناء البنية التحتية لنماذج الذكاء الاصطناعي لديها. كما فشلت في الإعلان عن أي شراكات استراتيجية مع شركات رائدة مثل جوجل أو بايدو أو علي بابا، مما زاد من مخاوف السوق.
وقد ازداد الضغط بعد إعلان شراكة بين شركة OpenAI ورئيس التصميم السابق في آبل، جوني إيف، لتطوير أجهزة ذكاء اصطناعي “مرافقة” قد تنافس هاتف آيفون. ⁽٢⁾
قلق المستثمرين من تأخر تطوير سيري
لم تُصدر آبل تحديثات جوهرية للمساعد الصوتي “سيري” منذ أكثر من عام، حيث صرّح مدير البرمجيات كريج فيديريجي بأن تحسينات سيري لم تجهز بعد. وأشار إلى بعض الميزات مثل “جينموجي”، والردود الذكية، وأدوات تعديل الصور، لكن دون الإعلان عن التحديث الرئيسي المنتظر. ⁽٣⁾
وجاءت خيبة الأمل الأكبر من إعلان الشركة أن الميزات الجديدة للذكاء الاصطناعي، ومنها سيري المطور، لن تكون متوفرة حتى العام القادم، مما يُضعف من جاذبية أجهزة آيفون القادمة في عام ٢٠٢٥.
كما تعرضت الشركة لانتقادات بعد ادعائها أن “Apple Intelligence” متاح الآن، بينما الواقع أظهر خلاف ذلك، مما اضطرها إلى سحب الإعلانات. ⁽٤⁾
انهيار سهم آبل يهز الأسواق
شهد سهم آبل تراجعًا حادًا بعد دقائق من بداية الكلمة الرئيسية في المؤتمر، حيث انخفض بأكثر من ٢٪ من ٢٠٦ دولارات إلى ٢٠٠ دولار، مما أدى إلى فقدان حوالي ٧٥ مليار دولار من القيمة السوقية. ⁽٥⁾
آراء المحللين
أبدى المحللون أيضًا استياءهم من أداء المؤتمر، حيث وصفه محللو Wedbush بأنه يفتقر للتقدم الحقيقي في الذكاء الاصطناعي. فيما قالت Barclays إن التوقعات كانت محدودة مسبقًا، لكن حتى تلك لم تتحقق.
بالمقابل، رأى محللو Bank of America أن المؤتمر قدّم تحسينات ملموسة في واجهة المستخدم واستراتيجية ذكاء اصطناعي موجهة للمطورين. ⁽٦⁾
الميزات الجديدة
رغم التراجع في الابتكار بمجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت آبل عن عدد من التحديثات الأخرى. فقد كشفت الشركة عن ميزة الترجمة الحية للمكالمات الهاتفية والرسائل وFaceTime، مما يسمح بإجراء محادثات فورية عبر لغات مختلفة.
كما تم الإعلان عن ميزات جديدة في الدردشات الجماعية، مثل استطلاعات الرأي وتكامل Apple Cash، إلى جانب إعادة تصميم مرئي لأنظمة تشغيل آبل. ⁽⁷⁾
أجهزة iPad ستعمل الآن بطريقة أقرب لأجهزة Mac، حيث ستتمكن التطبيقات من التشغيل ضمن نوافذ متعددة. بالإضافة إلى ذلك، قدمت آبل إطار عمل جديد يُعرف بـ “Foundation Models framework” يهدف إلى مساعدة المطورين في دمج الذكاء الاصطناعي في التطبيقات دون الحاجة للاعتماد على الحوسبة السحابية.
كما تم عرض ميزات مثل “شريك التمارين” (Workout Buddy) على ساعة Apple Watch، والذي يقوم بتحليل بيانات اللياقة البدنية وتقديم تشجيع مخصص للمستخدم. وعلى الرغم من أن هذه التحديثات ملحوظة، إلا أنها لم ترقَ إلى مستوى التوقعات العالية بالكشف عن ابتكارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي. ⁽٧⁾ ⁽٨⁾
نظرة مستقبلية
أكد المؤتمر أن آبل لا تزال ملتزمة بالابتكار البرمجي، لكن التأخر في الذكاء الاصطناعي وضعها في موقع متراجع في السباق، مما قد يعزز الضغط من المنافسين في الفترة المقبلة.